العدوى انتقال المرض من المصاب إلى آخر، بطريق مباشر أو غير مباشر، وكان العرب يعتقدون أن الجسم المريض يؤثِّر حتمًا في الجسم السليم عند وجود الفرصة، وذلك دون حساب أو تقدير لإرادة الله تعالى.
ولما كانت العدوى حقيقة واقعة لم يُنكرها الإسلام، وإنما أنكَر الاعتقاد الشائع حولها؛ ولهذا جاءت نصوص تُثبتها كحقيقة طبية، ونصوص تَنفيها كمؤثر حتمي بعيد عن إرادة الله.
فمما جاء في إثباتها حديث “إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تَدخلوها، وإذا وَقع بأرض وأنتم بها فلا تَخرجوا فِرارًا منه” ولما سَمعه عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ رَجع من الشام. ولما قيل له: “أفرارًا من قدَر الله قال؟: أفِرُّ من قدَر الله إلى قدَر الله(1). وحديث “لا يُورِد مُمَرَّضٌ على مُصَحٍّ”(2). وحديث “فِرَّ من المجذوم فِرارَك من الأسد”(3). وعدم مبايعة النبي ـ ﷺ ـ لرجل مجذوم كان في وفد ثقيف(4).
ومما جاء في نفي العَدوَى حديث “لا عَدوَى ولا طِيَرة ولا هامَة ولا صفر”(5). وحديث “فمِن أعْدَى الأول” ؟(6) وذلك في مَعرِض الحديث عن الإبل يَدخل في وسطها بعِير أجْربُ. وحديث: وضع النبي ـ ﷺ ـ يد مجذوم معه في الطعام وقوله: “كلْ باسم الله توكلاً على الله وثقة بالله”(7) ،وقد وضَّح ابن القيم هذا الموضوع في كتابه “زاد المعاد” وذكر أنه لا تَعارُض بين الأحاديث القوية، فالإثبات على أنها سبب عادي، والنفي يُحمل على أنها لا تؤثِّر بنفسها.
والهامَة: طائر، يَزعم العرب أن عظام الميت تَصير طائرًا يَطير من قبره يُنادي بأخْذ الثأر له وتقول: اسقوني اسقوني، فإذا أخذ بثأره سَكَتتْ.
والصفر: حيَّة في البطن تُصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه كما كان يزعم العرب. وقيل: أراد بالصفر الشهر الذي كانون يؤخِّرون به حرمة المحرم إلى صفر.
الهوامش
(1) رواه البخاري.
(2) رواه مسلم.
(3) رواه البخاري تعليقًا.
(4) رواه مسلم.
(5) رواه البخاري.
(6) رواه أحمد والبيهقي والطبراني.
(7) رواه الترمذي وابن ماجه.