يشترط في خطيب الجمعة أن يكون على علم بأحكام الصلاة وأن يكون متقنا لقدر من القرآن ليؤم به الناس، وأن يكون معروفا بحسن الاستقامة، ولا حرج أن تكون الخطبة من كتاب أو ورقة إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
يقول فضيلة الدكتور أحمد طه ريان:
خطيب الجمعة لابد أن تتوفر فيه مجموعة من الصفات التي تؤهله لأداء هذا العمل على أكمل وجه؛ لأن الخطابة كانت من أهم وظائف المصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ طوال حياته؛ لأنه كان يُبَلِّغ بها أوامر الله ونواهيه، ويبين الحلال والحرام، والحق والباطل، فعلى من يرث هذه الوظيفة الجليلة أن يكون مؤهلاً لها، قادرًا على تحمل أعبائها.
ومن أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في الخطيب: هو العلم بأحكام الصلاة حتى يستطيع أن يصلح ما يقع فيه من خطأ، وأن يكمل ما يحدث منه من تقصير، وأن يكون متقنًا لقدر من القرآن الكريم، ليؤمَّ به الناس، وإن كان الأفضل أن يكون أكثرهم حفظًا للقرآن الكريم؛ لقول المصطفى -ﷺ-: “أحق الناس بالإمامة أقرؤهم لكتاب الله تعالى” وأن يكون معروفًا بين أهل الحي الذي يخطب فيه بالاستقامة وحسن السيرة؛ لقوله -ﷺ-: “أئمتكم شفعاؤكم” وذلك حتى يكون قدوة طيبة لمن يخطب فيهم، ويصلي بهم، فعامة الناس ينظرون إلى .تصرفات أهل العلم وأفعالهم قبل أن ينظروا إلى أقوالهم وأحاديثهم.
وهذه الشروط يجب أن تتوفر فيمن يعين خطيبًا على صفة الدوام والاستمرار. أما من احتيج إليه لظرف طارئ، وكان يخطب من كتاب أو ورقة مكتوبة، فلا يشترط فيه إلا حسن القراءة باللغة العربية وحفظ الفاتحة وبعض السور القصار، ومعرفة أحكام الصلاة؛ لأن المذهب الشافعي يُجيز الاقتداء بمن يجيد حفظ الفاتحة فقط..