حكم السب والاستهزاء بصحابة رسول الله ﷺ:
فلا يجوز لأحد أن يسب أصحاب رسول الله (ﷺ) أو أن يسخر منهم، أو أن يستهزأ بهم، فمن فعل ذلك فقد ارتكب إثمًا عظيمًا، وهو فاسق خارج عن الملة، إلا أن يتوب إلى الله عز وجل.
ثم كيف يليق بمسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، أن يسخر من حملة رسالة الإسلام؛ فلهؤلاء عظيم الفضل فيما نحن فيه من نعمة الإسلام، فهم الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، وانطلقوا لا يبالون حرًا ولا قرًا ولا تعبًا ولا نصبًا في سبيل الله، وقطعوا البوادي والقفار، حتى أوصلوا هذه الرسالة –رسالة الإسلام- للعالمين، فجزاهم الله عن المسلمين خير الجزاء؛ ومن هنا فقد حكم الأئمة الأعلام بكفر من سب أصحاب رسول الله (ﷺ) أو سخر منهم على الرأي الصحيح، وهناك من حكم بفسق هؤلاء، وعلى من فعل ذلك أن يبادر بالتوبة قبل فوات الأوان.
ومِنْ أحسن مَنْ فصَّل في هذه القضيَّة، شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في آخر كتابه (الصارم المسلول على شاتم الرسول): حيث قال: “فأما من سب أحداً من أصحاب رسول الله ﷺ من أهل بيته وغيرهم: فقد أطلق الإمام أحمد أنه يُضْرَب ضرباً نكالاً، وتَوَقَّفَ عن كفره وقتله”.
وخير الأمة بعد النبي ﷺ: أبو بكر، وعمر بعد أبي بكر، وعثمان بعد عمر، وعلي بعد عثمان، وهم خلفاء راشدون مهديون، ثم أصحاب رسول الله ﷺ بعد هؤلاء الأربعة خير الناس، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته.