لايجوز للولد إذا بلغ مبلغ الرجال أن يختلي بامرأة خاله، لأنها ليست من محارمه ،فإما أن يستقل بمكان خاص به وينفق عليه خاله ،وإما أن يرجع إلى والده أو يدبر أمره بأي كيفية يرونها غير أنه لايجوز له بحال أن يختلي بامرأة خاله.

الخلوة بالقريبة غير المحرمة؟

يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة:
إن ابن آدم في طفولته، غيره في صباه، غيره في مراهقته، غيره في شبابه، غيره في كهولته، غيره في شيخوخته، فهو في طفولته محتاج إلى من يطعمه ويسقيه ويكسوه ويتعهده في صحته، وفي مرضه، وفي صباه محتاج إلى من يفطنه إلى آداب الدين وأحكامه ويمسكه بها لينشأ عليها، وفي مراهقته محتاج إلى من يحول بينه وبين هواجس النفس وتشهيات الجنس، ونداءات الحس، وفي شبابه محتاج إلى من يقومه إذا أعوج، ويعد له إذا انحرف وحاد، وفي كهولته محتاج إلى من يعينه على أعمال الخير، وينهاه عن أفعال الشر، وفي شيخوخته يرجع كطفولته، محتاجًا إلى عناية واهتمام ورعاية وإكرام وعطف وحنان.

فإذا ما حن قلب الخال لابن أخته الطفل الرضيع ليضمه إلى أسرته ويتعهده بما ينمي جسده، ويحفظ صحته، فإذا ما بلغ سن الرابعة فيأمره ألا يدخل على امرأة خاله التي يعيش في بيتها إلا بعد أن يستأذن في الدخول عليها، فقد تكون على حال تكشف ـ فيرى منها ما لا ينبغي أن يراه لينشأ بعيدًا عن أجواء الملابسات الشهوية، والملفتات المغريات.

متى يبدأ وقت استأذان الأطفال؟

قال أبو إسحاق الفزاري قلت للأوزاعي ما حد الطفل الذي يستأذن؟ قال: أربع سنين، فلا يدخل على امرأة حتى يستأذن وقال الزهري أي يستأذن على أمه، وفي هذا المعني نزلت هذه الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم) (الآية 58 من سورة النور).

أما إذا بلغ الأطفال سن الحلم فقد صاروا على حكم الرجال في الاستئذان في كل وقت، فقد قال تعالى ( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم) (الآية 59 من سورة النور) وعليه فكيف يخلو من ناهز العشرين بامرأة خاله بدعوى أنها مربيته، إن على هذا الخال أن يسلم هذا الشاب إلى أبيه، وإلا حدث ما لا تحمد عقباه.