إن اقتباس شيء من القرآن الكريم، آية أو أكثر أو جزء من آية، في كلام أي إنسان من أجل التعبير عن فكرة معيّنة، وسواء في الشعر أو في النثر، جائز بلا خلاف بين العلماء بشرط واحد أن تستخدم العبارة القرآنية بما لا يتعارض مع معناها المقصود في القرآن. بل إنّ عدداً من العلماء استعمل في شعره بعض العبارات القرآنية. منها ما نقله الشيخ تاج الدين السبكي عن الشيخ أبي منصور البغدادي:
يا من عدا ثم اعتدى ثم اعترف ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعتـرف
أبشـر بقـول الله في آياتـه إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
وقد ذكر السيوطي في كتابه (الحاوي للفتاوى) الجزء الأول أمثلة كثيرة على ذلك. ولذلك لم يعترض أحد على الشاعر محمود درويش عندما اقتبس بعض آية من سورة يوسف وأدخلها في قصيدة وطنية بما يتلاءم مع معناها الأصلي.
ولكن عندما جاء مرسيل خليفة ليغنّي هذه القصيدة مع الألحان، ربما غاب عن ذهنه، والأرجح أنه لا يعلم أصلاً بأن غناء القرآن مع الألحان حرام. لأن آيات القرآن الكريم أنزلت للتعبّد، وهي تتلى بخشوع وإخبات، وغناؤها مع الألحان لا ينسجم مع جو القداسة الذي ينبغي أن تحاط به.
وكل ذلك لا علاقة له على الإطلاق بالحريات التي يحفظها الإسلام وخاصّة حرّية التفكير وحرّية التعبير.