إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على حب الجنس الآخر، فكل جنس يتوق إلى الجنس الآخر ويأنس به ، ويسكن إليه، وهذه حاجة لم يغض عنها الإسلام الطرف، ولكنه شرع لها مسارات تقضى من خلالها، وكانت هذه المسارات بالأمس الزواج والتسري ، والتسري لم يعد موجودا اليوم فبقي الزواج، وبقي ما عداه حراما، يقول الله تعالى : ” وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)” المؤمنون. والأفلام الجنسية إنما تعرض عورات الجنسين كما تعرض الزنا والممارسات الجنسية، والمسلم –رجلا كان أو امرأة- لا يحل له أن ينظر إلى عورة أحد ، كما لا يحل له أن يطالع الزنا وممارساته لأنه بذلك يقر هذا الذي يراه، والمطلوب من المسلم أن ينكر المنكر بقلبه في أقل أحواله.
يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:-
العفة والإحصان قيمة كبيرة من قيمنا الإسلامية، وهي مما يميز مجتمعنا عن المجتمعات السائبة المتحللة، وحاجة الرجل إلى المرأة، وحاجة المرأة إلى الرجل: حاجة فطرية، ولا ينظر الإسلام إليها نظرة بعض الأديان الأخرى: أنها قذارة أو رجس، بل هي غريزة فطر الله الناس عليها، ولابد من تسهيل الطرق الشريعة إليها، حتى لا يضطر الناس إلى ركوب الحرام، ولا سيما في عصر فتحت فيه أبواب المحرمات على مصاريعها، وكثرت فيه المغريات بالمنكر، والمعوِّقات عن المعروف.
إن الإسلام لم يَستنْكِف عن الاستمتاع الجنسي، ولم يقلل من شأنه إذا كان حلالاً، بل قال الرسول الكريم: “وفي بُضْعِ أحدكم صدقة! قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أَجْر؟ قال: أليس إذا وضعها في حرام، كان عليه وِزْر، فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر” (رواه مسلم وغيره من حديث أبي ذر).