يقول النبي ﷺ : ” ” لا يفرك- أي لا يكره- مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ” وهكذا المرأة إن كرهت في زوجها خلقا ففيه غيره مما تحمده ، بيد أن وجود شخص في حياتها يعميها عن كل محمدة منه ، ويكف بصرها عن كل منقبة فيه، فيكون هو المجهر الذي تكبر به خطايا زوجها ، وتصغر بل تتلاشى معه حسناته ، وهو الرصيد الذي يغريها بتركه لأنها تجد فيه عوضا وضمانا عنه بعد الطلاق.
يامن يخبب إمراة على زوجها :
هل تعلم : أن من جندك في حياة هذه المرأة فجعلك أمام بصرها وسمعها ؟ إنه الشيطان ، فهل تحب أن تكون جندا من جنده، وعسكريا من عساكره؟؟؟ في الحديث : ” إن إبليس يضع عرشه على الماء ( وفي طريق : البحر ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا فيقول : ما صنعت شيئا . قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته . قال : فيدنيه منه ويقول : نعم أنت ، ويلتزمه- أي يحتضنه” . فتصور من يحتضنك كل ليلة!!إنه الشيطان شكرا لك على خدمتك إياه.
ما هو جزاء من خبب إمرأة على زوجها:
أتعلم أيها المخبب حكم رسول الله ﷺ فيك ، اسمع إن كنت تحب أن تعلم ، يقول رسول الله ﷺ ” ليس منا من خبب (أي أفسد) امرأة على زوجها . ولعلك تقولك ” إنك لم تفسدها على زوجها، ولكن الحقيقة هو أن مجرد وجودك في حياة هذه المرأة إفساد لها ، وتحريض لها على كره زوجها وبغضه، والسعي وراء التطليق منه، إذا كان زوجه يحاول أن يبذر في البيت بذور الود والحب فأنت المحراث الذي يأتي على هذا البذر فيفسده ، والماء الآسن الذي يأتي عليه فيفسده، نعم أنت الماء الآسن الذي يتعكر به كل صفاء يسعى الزوج إليه، أنت صوت الشيطان ينفث وساوسه في أذنها عن طريقك، ويزين لها طريق غوايته بوجهك، نعم أنت عميل الشيطان ،وبإمكانك أن تستقيل فورا من هذه العمالة، وطريق ذلك أن تقطع صلتك بمن تخببها على زوجها، وتندم على ما كان ، وتتوجه إلى الله الملك ، الذي يرى منك كل هذا ويصبر عليك حتى تعود ، تتوجه إليه ضارعا تائبا ، عساه يقبل التوب ويمحو الذنب ، فإنه لا يزال هذا دأبه مع العباد، يغفر ويعفو ، ويقبل ويصفح.
هل يجوز الزواج ممن خبب إمرأة على زوجها:
يقول فضيلة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي:
من الحرام البين أن يحب الرجل امرأة متزوجة برجل آخر، فيشغل قلبها وفكرها، ويفسد عليها حياتها مع زوجها، وقد ينتهي بها الأمر إلى الخيانة الزوجية فإن لم ينته إلى ذلك، انتهى إلى اضطراب الحياة، وانشغال الفكر، وبلبلة الخاطر، وهرب السكينة من الحياة الزوجية .
وهذا الإفساد من الجرائم التي بريء النبي ﷺ من فاعلها فقال: ” ليس منا من خبب (أي أفسد) امرأة على زوجها .
ومثل ذلك، أن تحب المرأة رجلاً غير زوجها، تفكر فيه، وتنشغل به، وتعرض عن زوجها وشريك حياتها، وقد يدفعها ذلك إلى ما لا يحل شرعًا من النظر والخلوة، واللمس، وقد يؤدي ذلك كله إلى ما هو أكبر وأخطر، وهو الفاحشة، أو نيتها، فإن لم يؤد إلى شيء من ذلك أدى إلى تشويش الخاطر، وقلق النفس، وتوتر الأعصاب، وتكدير الحياة الزوجية، بلا ضرورة ولا حاجة، إلا الميل مع الهوى، والهوى شر إله عبد في الأرض.
ولقد قص علينا القرآن الكريم قصة امرأة متزوجة أحبت فتى غير زوجها، فدفعها هذا الحب إلى أمور كثيرة لا يرضى عنها خلق ولا دين، وأعني بها امرأة العزيز، وفتاها يوسف الصديق.
حاولت أن تغري الشاب بكل الوسائل، وراودته عن نفسه صراحة، ولم تتورع عن خيانة زوجها لو استطاعت، ولما لم يستجب الشاب النقي لرغبتها العاتية، عملت على سجنه وإذلاله ليكون من الصاغرين، كما صرحت بذلك لأترابها من نساء المدينة المترفات: (قالت: فذلكن الذي لمتنني فيه، ولقد راودته عن نفسه فاستعصم، ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين).
هذا مع أن هذه المرأة كانت معذورة بعض العذر، فهي لم تسع إلى هذا الشاب، بل زوجها الذي اشتراه وجاء به إلى بيتها، فبات يصابحها ويماسيها، وتراه أمامها في كل حين إذ هو – بحكم العرف والقانون هناك – عبدها وخادمها وقد آتاه الله من الحسن والجمال ما آتاه، مما أصبح مضرب الأمثال.أ.هـ
هل يجوز حب إمرأة متزوجة:
يقول الدكتور أحمد الشرباصي ـ رحمه الله ـ من علماء الأزهر :
لقد حَرَّمَ الله – جلَّ جلاله – زَوَاجَ المرأة المتزوجة، وذلك بنص القرآن الكريم، حين ذَكَرَ ذلك ضمن المُحَرَّمَات بقوله : (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ) (النساء: 24) ومن الكبائر التي يلجأ إليها مَن ليس له دين ولا خُلُق ولا ضمير أن تتطلَّع عينُ الإنسان الخبيثة إلى زوجة غيره، فيطمع فيها، ثم يُحاول هَدْمَ بيت الزوجية، مُنْدفعًا بشيطانه وشهوته، يُريد مِن وراء ذلك أن يُفسد الحياة الزوجية؛ وأن يَهدم بيتها الذي حَصَّنَه الله ورسوله، وإنما يُريد ذلك الأثيم من وراء محاولته أن يستجيب لشهوته المُنْحَرِفَة التي لا يرضى عنها الله ولا رسوله .
ولا ندري كيف يستحق وصف الإسلام مَن يفكر في ذلك الإثم، و يقدم على ارتكابه؟ إن مثل هذا الإنسان الدنيء يُسيء إلى دينه أولًا، وهو الإسلام الحنيف، ويُسيء إلى الزوج ثانيًا؛ لأنه يسعى في خراب بيته، وإفساد زوجته عليه، وهذا من أقبح أنواع السعي بالفساد في الأرض، وإهلاك الحرث والنسل، وهو يُسيء كذلك إلى الزوجة المسكينة المُضَلَّلَة؛ لأنه يهدم بيت زواجها، ويُغريها حتى تستجيب له، وترتكب الجريمة الفاحشة، بقطع ما وَصَلَهُ الله من مِيثاق الزواج بينها وبين زوجها، دون أن ترى من هذا الزوج انحرافًا، أو اعتسافًا يستدعي إصلاحَه أنْ نُفَرِّقَ بينه وبين زوجته .
متى يجوز للمرأة المطلقة الزواج بغير زوجها:
يقول الدكتور أحمد الشرباصي ـ رحمه الله ـ من علماء الأزهر :
إذا كان الزوج أساء إلى زوجته إساءة لا تستقر معها حياة الزوجية، ورأت الزوجة أنَّ بقاء العلاقة الزوجية أمر لا يُطاق، و أقنعت زوجها بالانفصال بينهما، وتمَّ ذلك بالرضا والاختيار، وبدون إساءة لاستعمال الحق في هذا المجال، فلا مانع من زواج الشخص المسلم بها إذا توافرت الشروط المطلوبة في هذا المجال . أهـ