الحساب بعد الموت محله القبر،مهما كان نوع القبر ، سواء أكان هذا القبر المعروف ،أو قبر من زجاج أو غير ذلك ،أما وضع الميت في ثلاجة أو في البيت انتظارًا للانتهاء من تجهيزه فلا يقع في هذا الوقت حساب،بل بعد نزوله القبر .
يقول الدكتور محمد سيد أحمد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر:
عندما يحين موعد خروج الروح من الإنسان في هذه الدنيا تتنزل الملائكة على العبد ، ويعرف ما ينتظره بعد الموت من خير أو شر.
قال تعالى في حق الأولياء:( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لاتخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)
وقال جل شأنه في حق الكافرين :(ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون)
وأما سؤال القبر ونعيمه أو عذابه فمرهون بالقبر بنصوص شرعية كثيرة، ففي صحيح مسلم بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم.
قال: يأتيه ملكان يقعدانه فيقولان له: ماكنت تقول في هذا الرجل؟
قال: فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله. فيقال له :انظر إلى مقعدك من النار ، قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة فيراهما جميعًا.
وفي حديث رواه أبو داود عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال( استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل)
والقبر شرعًا هو ما استقر فيه بدن الإنسان حتى ولو كان جوف الحيتان أو قاع البحار أو أجواء الفضاء، وإنما أضيف العذاب والنعيم إلى القبر؛ لأن غالب الناس يقبرون أي يدفنون.
وسواء كان الدفن في جوف الأرض أو في متاحف وتوابيت زجاجية أو في غير ذلك فإن العذاب والنعيم واقع فيه.
أما وضع الميت في ثلاجة انتظارًا لإجراءات الدفن أو تركه في البيوت لحين تجهيزه فلا يقع أثناء ذلك سؤال أو جزاء.