الذين يتطاولون على أهل العلم ويرمونهم بالتكفير لا شك أنهم آثمون؛ ذلك لأنهم لم يبلغوا من العلم مبلغ أولئك العلماء الذين درسوا وقرءوا ونقَّبوا في الكتب، واستخلصوا، ثم وجَّهوا القول للناس نصحًا وإرشادًا وتعليمًا وتربية، فيجب علينا احترامهم وتقديرهم، ولقد نهى الإسلام عن رمي المسلم أخاه المسلم بالكفر، فما بالنا إذا كان ذلك يقع على العلماء، والعلماء هم الذين كرمهم الله تعالى، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، وهم الطائفة والصفوة الراقية بعد الرسل والأنبياء، ويكفيهم أن النبي -ﷺ- قال في حقهم : “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله به طريقًا إلى الجنة، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الأرض، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، ورثوا العلم، من أخذه فقد أخذ بحظ وافر.
فكيف بنا إذا رمى أحد الناس العالم بالكفر، لا شك أن الجرم كبير، وأن هذا السابّ يقع تحت لعنة الله والملائكة؛ لأن العالِم هو مصدر الهداية في الأرض لكل حيران، فيجب توقيره واحترامه، وإن من وسائل الشيوعية الهدَّامة يوم أن أنشأت دولتها التي تفكَّكت وانهارت، أنهم كانوا يقولون إذا أردت أن تهدم الإسلام فعليك بالعالِم، فإنك إن هدمت العالم فقد هدمت الإسلام.
ونصيحتي لأولئك المتطاولين أن يمسكوا ألسنتهم عن السبِّ واللعن والتكفير؛ لأنهم إن فعلوا ذلك باءوا هم بالكفر وهم لا يعلمون، رزقنا الله وإياهم الهداية.