قد تكون كثرة الزلازل والصواعق وغيرها وسيلة انتقام لمن كَفَرَ بالله ، وجَحَد نِعْمَته، كالطوفان لقوم نوح، والريح الصرصر لقوم هود. وقد تكون هذه الكوارث امتحانًا يتميز به المؤمن الصادق من غير الصادق.
وينبغي على المسلم عند رؤية هذه الآيات الكونية المسارعة إلى التوبة ، والإكثار من الذكر والاستغفار و الصدقة، كما عليه المسارعة إلى مساعدة المحتاجين والوقوف بجوارهم لا الشماتة بهم فإن الإسلام قد حثَّ المسلمين على تقديم العون لكل من يحتاجه لأن هذا من مكارم الأخلاق التي دعا إليها الدين الحنيف.
يقول الشيخ محمد المختار الشنقيطي:
الزلازل من آيات الله، وهي تشتمل على عقاب المذنب، وتذكير الغافل، وابتلاء المؤمن. وقد تحيق بقوم عقابا، وبقوم ابتلاء، ولا ندري حكمة الله تعالى وراء كل زلزال، إلا ما ورد فيه نص الوحي مثل ما حاق بقوم لوط نكالا من الله تعالى على فاحشتهم.
والزلزال الذي ضرب آسيا عبرة لنا، وقد أهلك عشرات الآلاف من المسلمين وغير المسلمين. ومهما تكن الحكمة القدرية وراءه، والتي لا نعرفها، فإن الحكمة الشرعية هي التي ينبغي علينا التركيز عليها.
فالواجب الشرعي هو عدم الشماتة بهؤلاء المساكين، وحمد الله تعالى على العافية مما ابتلاهم به، ومساعدة المحتاج منهم، مسلما كان أو غير مسلم، ليسترد حياته.
إن الخلط بين الشرعي والقدري من المساوئ الهمجية السائدة الآن لدى بعض المسلمين، ويجب أن نتخلص منها.
فإذا ابتلى الله تعالى عبدا من عباده المذنبين بمرض مثلا، فواجبنا علاجه من مرضه، لا التفرج عليه والقول إنه عوقب بذنبه. لأن ذلك تفريط في الواجب الشرعي، كما أنه يتضمن نوعا من الرياء، وهو أننا نقول بلسان الحال: “هذا يستحق العقوبة وأنا لا أستحقها”، ونأمن مكر الله والعياذ بالله.
والواقع أن لا أحد منا إلا وهو يستحق العقوبة بذنوبه، ولولا رحمة الخالق الرحيم، وأجله المسمى للجزاء والعقاب، لما أبقى لنا باقية. قال تعالى: “وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ “.
فلنتق الله، ولنتب إليه، ونعين المبتلين من الضحايا على محنتهم، وعلى التوبة إلى الخالق المنتقم قبل فوات الأوان.