ناقشيها ، وحاوريها ، وحببي إليها الحجاب والعفة، وعرضيها لسماع بعض المقاطع الدعوية في ذلك ، ولا تأمريها بالسماع ولا تطلبي منها ذلك ، ولكن تظاهري بأنك التي تسمعين المحاضرات فتسمه هي بسماعك، ولا تسمعيها محاضرات عن الحجاب ، ولكن أسمعيها أشياء عن العفة ، وعن إصلاح القلوب وترقيقها، وإنعام الله على العبد، وحبه إياه، ومظاهر إنعامه عليه.
والذي ذكره خبراء التربية، ومن يسبرون أعماق النفوس، ومن يهتمون بالدعوة أن المدعو إذا كان صاحب معاصي أن اللائق أن يدعى إلى الالتزام بالطاعة ، حتى إذا ما ترقى في الطاعات، ولان قلبه بعد قسوة، واطمأنت بعد حيرة، وعلم عظيم فضل الله عليه، وعرف قدره الضعيف، وأنه بحاجة إلى خالقه ومولاه، وأصبح عنده رصيد من الطاعة يخشى أن يبدد من بين يديه، ويضيع سدى بعد أن أكد نفسه في تحصيله فإن ذلك سيحمله على الانتهاء عن المعصية.
والتزمي أيتها الداعية بالرفق والأناة، فقد روى مسلم في صحيحه أن رسول الله ﷺ قال : ( يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه )
واجعليها مشروعا استثماريا تصلين به إلى الجنة، ففي صحيح البخاري أن رسول الله ﷺ قال ( فوالله لأن يهدي الله رجلا بك، خير لك من أن يكون لك حمر النعم ).
فاصبري على نفورها، واحتملي ، وتحملي، فإن ظفرت بها فكفى بها ثقلا يثقل ميزانك يوم القيامة، ولئن فاتتك فقد فاتك خير كثير.
ومن الوسائل المهمة أن تحوطيها بالملتزمات حتى تتأثر بهن دون أن توجه إليها دعوة مباشرة، فللصحبة الصالحة مفعول أي مفعول.