الواجب على المسلم أن يقبل على صلاته ويخشع فيها بقلبه وبدنه لقول الله تعالى: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) [المؤمنون: 1، 2].
وعليه أن يطمئن فيها وذلك من أهم أركانها، فالنبي ﷺ يقول للذي أساء في صلاته ولم يطمئن فيها: “ارجع فصل فإنك لم تصل” كررها ثلاث مرات، وبعدها قال الرجل: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني، فقال له النبي ﷺ: “إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء…” إلى أن يقول: “ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها” الحديث متفق عليه.
وفيه دليل على أن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة لا تصح بدونه وأن من نقر صلاته فلا صلاة له، فعلى المسلم أن يهتم بصلاته ويحرص عليها، ويكره له العبث فيها بثيابه أو لحيته أو غير ذلك، وإذا كثر العبث وتوالى حرم وأبطل الصلاة.
وليس للحركة في الصلاة والعبث فيها حد، وإنما المعتبر في ذلك كونه كثيراً في اعتقاد المصلي، فإذا تحرك المصلي حركة كثيرة في اعتقاده أو توالى عبثه فلا تصح صلاته وعليه أن يعيدها، أما إذا كانت الحركة قليلة أو لم تتوال فإن الصلاة لا تبطل بها، بدليل أن النبي ﷺ فتح الباب لعائشة رضي الله عنها وهو يصلي، رواه الإمام أحمد والترمذي. وثبت عنه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أنه صلى ذات يوم بالناس وهو حامل أمامة بنت ابنته فكان إذا سجد وضعها وإذا قام حملها. متفق عليه.