للصلاة على رسول الله ـ ﷺ ـ أفضال كثيرة وآثار جليلة.
وهذا ماورد فى كتاب “السيرة بلغة الحب والشعر “لفضيلة الشيخ “سعيد حوى”رحمه الله من علماء سوريا جاء فيه:
إن الصلاة على رسول الله ﷺ سبب من أسباب التنوير الذي يخرج قلب المسلم من كل ظلمة، سواء في ذلك ظلمة الحيرة أو الشك أو الشهوة أو الفسوق، وذلك لأن من صلى على رسول الله ﷺ صلى الله عليه ومن صلى الله عليه أخرجه من الظلمات إلى النور.
يقول الله تعالى:
“الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور”.
“هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور”.
ولقد قال كبار العارفين: إن من فاته أن يتتلمذ على المرشدين الكمل فإن الصلاة على رسول الله ـ ﷺ ـ تكفيه مع طلبه العلم الشرعي من أهله.
ولقد كان شيخنا محمد الحامد يوصي تلاميذه بألا يمر على الواحد منهم يوم إلا وصلى على رسول الله ـ ﷺ ـ ألف مرة كحد أدنى. ولقد ندب رسول الله ﷺ بعض الصحابة أن يلازم الصلاة على رسول الله ﷺ فذلك يكفيه ما أهمه من أمر دنياه وأخراه.
وهذه نصوص عن رسولنا صلي الله عليه وسلم تحض على ذلك:
عن أبي هريرة رفعه:” من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صلي على محمد النبي الأمي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. أخرجه أبو داود وسكت عنه أيضا المنذري.
عن أبي سعيد قلنا: يا رسول الله ! هذا السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم للبخاري والنسائي.
روى عن طلحة رضي الله عنه أن رجلا قال: كيف نصلي عليك يا نبي الله؟ قال:” قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد “للنسائي”.
وعن أنس رضي الله عنه رفعه: “من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات (للستة إلا النسائي ).
روى أبو مسعود البدري: “أتانا النبي ـ ﷺ ـ ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ فسكت حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم”.
وفي رواية :” وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وفي أخري اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد (للستة إلا البخاري).
روى عن ابن أبي ليلي :” لقيني كعب بن عجرة فقال ألا أهدي لك هدية؟ عن النبي ـ ﷺ ـ خرج علينا فقلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد” للستة إلا مالكا.
وروى عن أبي طلحةرضى الله عنه:” أن النبي ـ ﷺ ـ جاء ذات يوم والبشري في وجهه فقلنا إنا لنرى البشرى في وجهك قال إنه أتاني الملك فقال يا محمد عن ربك يقول أما يرضيك أنه لا يصلي عليك أحد إلا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك أحد إلا سلمت عليه عشرا للنسائي رواه أيضا أحمد وابن أبي شيبه ورمز السيوطي لصحته.
وروى ابن مسعودرضى الله عنه : أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة رواه البخارى في التاريخ وابن حبان وصححه وقال الترمذي حسن غريب وفيه موسى الزمعي قال النسائي ليس بقوى لكن وثقه ابن معين وأبو داود.
وعن على مرفوعا :” البخيل الذي ذكرت عنده فلم يصل على ” للترمذي وقال حسن صحح غريب وقد صححه ابن حبان والحاكم.
عن ابن مسعود مرفوعا : إن الملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام” للنسائي رواه أيضا أحمد وابن حبان والحاكم وصححه وأقره الذهبي وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح وقال العراقي الحديث متفق عليه دون قوله سياحين.
وعن عبد الله بن دينار :”رأيت ابن عمر يقف على قبر النبي ﷺ فيصلي على النبي ﷺ وأبي بكر وعمر (رواه مالك)
عن محمد بن يحي بن حبان عن أبيه عن جده أن رجلا قال يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي عليك قال نعم إن شئت قال: الثلثين قال نعم قال فصلاتي كلها؟ قال إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك.
عن كعب أن النبي ـ ﷺ ـ خرج يوما إلى المنبر فقال حين ارتقي درجة آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي ثالثة فقال آمين فلما نزل عن المنبر وفرغ قلنا يا رسول الله-ﷺ- لقد سمعنا منك كلاما اليوم قال وسمعتموه؟ قلنا : نعم قال : عن جبريل عرض لي حين ارتقيت درجة فقال بعد من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما ولم يدخل الجنة قلت آمين وقال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين ثم قال بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت آمين”.
إن من أكثر الصلاة على رسول الله ﷺ صفا قلبه واطمأن ببرد اليقين إليه.
واستقرت في قلبه معاني محبته ـ ﷺ ـ فأصبح أقرب إلى الإقتداء والتأسي بل يحدث لبعضهم أن يستشعر من قوة الوجد ما لا تغيب عنه شخصية رسول الله ـ ﷺ ـ وتكثر رؤاه لرسول الله صلي الله عليه وسلم في نومه وهذه بركة ما بعدها بركة.
وعن أبي هريرة مرفوعا: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي ” للشيخين وأبي دواد والترمذي.
وعن أبي قتادة مرفوعا :”من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتراءى بي” رواه الشيخان