الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فإن صلاة الجماعة في حد ذاتها على اختلاف بين الفقهاء، فمنهم من يرى أنها سنة مؤكدة كالشافعي، ومنهم من يرى أنها فرض كفاية للحديث الصحيح:
لقد هممت أن آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم تقام ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى أناس فأحرق عليهم بيوتهم..” ومنهم من يرى أنها شرط لصحة الصلاة، هذا عن الجماعة في حد ذاتها والحديث الوارد في فضل صلاة الجماعة أطلق من كونها مقيدة بالمسجد؛ إذ النص “صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة” إلا أن الجماعة إذا أديت في المسجد كان ذلك مدعاة لمزيد من الأجر من حيث التطهر في البيت والمشي إلى المسجد، فلا يرفع قدمه إلا رفع درجة ولا حط قدمه إلا حطت عنه خطيئة، والاعتكاف في المسجد وانتظار الصلاة صلاة ودعاء الملائكة بالمغفرة والرحمة لمن يكون في انتظار الصلاة كل هذه وغيرها يزداد بها أجر صلاة الجماعة، فمن أدى الجماعة في غير المسجد فقد حرم نفسه وبخل عليها بهذه الأوجه لزيادة الأجر.