لا يجوز سب دين أي شيء من المخلوقات من الجمادات والحيوانات ، لأن دينها الإسلام ، وهي عابدة لله ساجدة له تعالى، مسبحة بحمد ربها ، كما قال تعالى: ( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثيرٌ من الناس وكثيرٌ حقّ عليه العذاب، ومن يُهِنِ اللهُ فما له من مكرم ، إن الله يفعل ما يشاء ) الحج: 18.
وقال تعالى : ( ولله يسجد مافي السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون) النحل : 49 .
وقال عز وجل : ( تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن ، وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم، إنه كان حليما غفوراً)الإسراء : 44 .
وما دامت الجبال وغيرها من الجمادات تسبح بحمد الله وتسجد له فلا يحل لأحد أن يسبها ، فضلاً عن أن يسب دينها، فهي قد تكون أفضل ممن يسبها بكثير ، ولو شاء الله لأسمعنا وأفهمنا تسبيح هذه الجمادات ، كما قص الله علينا قصة تسبيح الجبال مع نبيه داود عليه السلام فقال تعالى : ( وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين) الأنبياء 79 . وقال ( إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق ، والطير محشورة كل له أوّاب) ص :19،18
فهي إذاً مسلمة لله تعالى وتدين بالإسلام لله ربها ، كما قال سبحانه : ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون) آل عمران : 83 .
ولذلك فإن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ نهى عن سب الديك فقال: “لا تسبُّوا الدّيك فإنّه يوقِظ للصّلاة” وفي لفظ ” فإنّه يدعو إلى الصّلاة ” رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه بإسناد جيد.
كما أن شأن المسلم أن يبتعد عن السب واللعن والطعن في الأشياء، كما ورد في قوله ﷺ : [ ليس المؤمن بالطعان ، ولا بالعان ، ولا بالفاحش ، ولا بالبذيء ] . السلسلة الصحيحة ـ للألباني.