حبَّذ الإسلام الضرب في أرض الله بقصد أخذ العبرة، والاتعاظ، والاستفادة من تجارب الأمم، وللمتعة، والتفكر في خلق الله تعالى ، والنظر إلى طلاقة القدرة الإلهية وإلى بديع خلقه تعالى ..
قال تعالى: (قل سيروا في الأرض فانظروا ) (الروم:42، النمل:69، العنكبوت:20).
وما يسمى اليوم بحدائق الحيوان لا بأس من زيارتها للتدبر في عجيب آيته سبحانه وتعالى .وهي من الأمور المندوبة بشرط اجتناب المنكرات .
يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد:
بناء على القول بجواز حبس الحيوانات في أقفاص فإن زيارة الأماكن المخصصة لعرض هذه الحيوانات على العموم مثل ما يسمى اليوم بـ ( حدائق الحيوان ) جائزة قصد الاستمتاع بهيآتها وأشكالها على اختلاف أنواعها وألوانها .
وليس من قبيل المبالغة القول باستحبابها والندب إليها ، حيث كان القصد والمحفز لذلك هو التأمل في خلق الله والتفكر في آياته من خلال مشاهدة هذه الحيوانات ، والتعرف على أنماط حياتها وطبيعتها ، مما يورث قطعاً في نفسية المشاهد آثاراً حميدة تتمثل بالأساس في تعميق إيمانه بربه وبصفاته العلى ، وعلى سبيل المثال صفات القدرة والعظمة والحكمة …
وبوعينا بهذه النتائج الحميدة من هذه الزيارات لمثل هذه الحدائق تتضح الحكمة من دعوة القرآن إلى التفكر في عظمة الكون وجليل مخلوقاته ودقيقها .
قال تعالى : ( أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء ..) الأعراف .
وقال ﷺ : ” تفكروا في آلاء الله ، ولا تفكروا في الله عز وجل” أخرجه البيهقي في الشعب .
ولكن لا يفوتنا هنا أن ننبه إلى كثرة المنكرات في حدائق الحيوان ، ومنها الاختلاط بين الرجال والنساء ، فلا بدّ من إعداد برامج للدعوة في هذه الأماكن ، وتحقيق القيام الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ؛ حتى لا تكون مثل هذه الأماكن مجالا لحدوث التساهل والمخالفات شرعية ، وبالنسبة للحدائق في البلدان التي لا يٌمكن القيام بالإصلاح في حدائق الحيوان فإن على المسلم أن ينتقي الوقت المناسب للذهاب بأولاده وإلا فليجتنب أماكن الفساد وليربأ بنفسه وأولاده عن رؤية ما يضر بدينهم .