ذكر الإمام الغزالي حديث ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها في كتابه ” الإحياء ” عندما تحدَّث عن اشتراط الخشوع في الصلاة وحضور القلب فيها، وعقَّب عليه العراقي في تخريجه للأحاديث بقوله: لم أجدْه مرفوعًا، أي إلى النبي ـﷺ ـ، وروى محمد بن نصر المرْوَزِي في كتاب الصلاة من رواية عثمان بن أبي دهرش مُرسلاً ـ يَعْني سقط منه الصحابي ـ ” لا يَقبل الله من عبد عملاً حتى يَشهد قلبه مع بَدَنِه ” ورواه أبو منصور الدَّيْلمي في مسند الفردوس من حديث أبي بن كعب، ولابن المبارك في الزُّهد موقوفًا على عمَّار ” لا يُكْتب للرجل من صلاته ما سها عنه .
فالمعنى صحيح، ولكن نسبته إلى النبي ـ ﷺ ـ ليست صحيحة، وتَرجع صحة المعنى إلى أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد تحدَّث عن الصلاة التي تُؤدِّي إلى الفلاح فقال ( قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُون الذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُون ) ( سورة المؤمنون: 1، 2 )، وقال ( وَإِنَّهَا لَكَبيرَة إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) ( سورة البقرة: 45 )،
والخشوع يكون بفهم ما يقوله المُصلِّى ويفعله، أما السَّاهي والغافل فلا خشوع له .