الأولى عدم تأخير دفن الميت ،إلا لضرورة ، بشرط ألا يكون التأخير طويلا ،فإن كان حضور بعض الأهل سيؤدي إلى تأخر الدفن مع احتمال تغير رائحة الميت ،عجل الدفن .
يقول الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر – رحمه الله – :
الأصل في الإسلام هو التعجيل بتجهيز الميت والصلاة عليه ودفنه؛ لأن هذا إكرام للميت، إذ أن ترْكه مدة طويلة بعد موته يُعرضه لتغير رائحته، وهذا هتْك لحُرمته من جهة، وأذًى للناس من جهة ثانية.
والأَوْلَى بالصلاة على الميت عند الإمام أبي حنيفة الوالي إنْ حضر، ثم القاضي، ثم إمام الجهة التي مات فيها، ثم قريبُ الميت، يُقدَّمُ الأقربَ فالأقرب.
فإذا كان أقارب الميت مَوجودين اشتركوا في الصلاة عليه، وإذا كانوا غائبين وأمكن حُضورهم بعد مدة قصيرة لا يتغير فيها الميت، ولا يتأذَّى الناس من رائحته، فلا مانع من انتظارهم؛ ولكن إذا كان حضورهم سيستغرق وقتًا طويلاً، فلا يبقى الميت لانتظارهم، بل يُصلَّي، عليه أولَى الناس بالصلاة عليه ممَّن حضروا.
ولقد دفن النبي ـ ﷺ ـ رجلاً من صحابته بالليل. ومات سيدنا أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ ليلاً ودفنوه قبل أن يُصبح، كما جاء في رواية، البخاري.