الوضوء في الإناء لا بأس بذلك ، وأقصى ما فيه أن الماء سيصير مستعملا بعد غسل اليدين فيه، ولكن الراجح أن الماء المستعمل طاهر مطهر ، يجوز الوضوء منه.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :
من الفقهاء من ذهبوا إلى أن هناك نوعا من الماء طاهرا غير مطهر. وهو الذي سموه (الماء المستعمل) ويعنون به الذي استعمله إنسان في الوضوء أو الاغتسال منه، وكان قليلا. فلا يجوز لأحد أن يتوضأ أو يغتسل منه بعد.
ولكن لا دليل على هذا القول، بل الدليل ضده، فقد روى ابن عباس: أن امرأة من أزواج النبي ﷺ، اغتسلت من جنابة، فجاء النبي ﷺ يتوضأ من فضلها، فقالت له: إني اغتسلت منه، أو: إني قد توضأت من هذا!! فقال: إن الماء لا ينجسه شيء “رواه أحمد والنسائي وابن ماجه .. والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وفي رواية: ” إن الماء لا يجْنُب “.
وعن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله ﷺ من إناء واحد من الجنابة . رواه البخاري في الغسل
وعن ابن عمر: أنه أبصر النبي ﷺ وأصحابه يتطهرون؛ الرجال والنساء من إناء واحد.
رواه أحمد وأبو داود وابن الجارود وابن خزيمة.
وبهذا يتبين لنا: أن الماء المستعمل في الوضوء أو الغسل طاهر مطهر. ولكن يبقى البحث في مدى نظافته وصلاحيته للاستعمال في الوضوء ونحوه، ومدى سلامته من قابلية نشر الأمراض المعدية، فقد رأيت ماء (الميضاء) قديما يتوضأ فيه، ويتمضمضون ويستنشقون ويغسلون أرجلهم فيه، ثم يأتي من بعدهم فيضعون هذا الماء على وجوههم، ويتمضمضون ويستنشقون منه، وهذا غير مقبول من الناحية الصحية.أ . هـ