حديث “حُبِّبَ إليَّ من دنياكم ثلاث: النساء والطِّيب وجُعلت قُرة عيني في الصلاة” رواه النسائي عن أنس والطبراني في معجمه الأوسط، والحاكم في المُستدرك وقال: صحيح على شرط مسلم. وقال الحافظ إسناده حسن عن أنس. وحُبُّ الرسول ـ ﷺ ـ للنِّساء ليس حبًّا شهْوانيًّا بمعنى الاهتمام الزائد بالمُتعة الجنسية على شاكِلَة المُتْرَفين اللاهين، فنحن نعلم رِقَّة حاله وشُغله الدائم ليل نهار بالدعوة ومشكلاتها، واهتمامه بقيام الليل حتى تتورَّم قدماه، فهو حبٌّ طبيعي كحب أي رجل لامرأة؛ لأنه مُكْتمل الرجولة لا عيب فيه، ولكنه حب بقدر، لا يَطْغى على الناحية الرُّوحية عنده، ولذلك جاء في الحديث: “وجُعلت قُرة عيني في الصلاة”، فالصلاة أعظم محبوب عنده، ومَنْ كان كذلك فَهَمُّه في النساء لم يكن بالدرجة التي تصرفه عن قُرة عينه وهي الصلاة والعبادة.
وقد يكون الحديث ردًّا على بعض مَن يرون أن مقياس التديُّن هو الرهبانية والتبتل والامتناع عما أحلَّ الله من الطيبات، فهو ـ ﷺ ـ أخشى الناس لله وأتقاهم له؛ ولكنه يصوم ويُفطر، ويقوم ويرقد، ويتزوج النساء، كما صح في الحديث المتفق عليه الذي قال في نهايته: “ومن رَغِبَ عن سنتي فليس مني. وذلك من جانب عطفه ورحمته بالنساء عامة، وقد أوصى بِهِنَّ كثيرًا، والنصوص في ذلك كثيرة, “انظر الجزء السادس من موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام ص 168”.