عترة النبي ﷺ هم أهل البيت ، وقد اختلف العلماء في تحديد المقصود بأهل البيت ، وكون أهل البيت أمان من الضلال معناه الاقتداء بهم والتأسي بأخلاقهم ، لأنهم كانوا ـ كشأن النبي ﷺ ـ يتخلقون بالقرآن ، ولذلك جمع الحديث بين التمسك بهم وبين التمسك بالقرآن.
جاء في الحديث النبوي قوله ﷺ: “يا أيهاالناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي” .
قال الألباني : صحيح بشواهده . وشرحه شرحاً طويلاً وخلاصته : أن الحديث صحيح بعد التأكد من تخريجه وإن قال بعضهم بتضعيفه . وأن كلمة (عترتي) يعني بها أهل بيته كما جاء في بعض طرق الحديث . وقال:أهل بيته في الأصل هم نساؤه ﷺ ، وفيهن الصديقة عائشة رضي الله عنهن جميعا ، وتخصيص أهل البيت في آيات القرآن بعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم دون نسائه ﷺ من تحريف لآيات الله تعالى وانتصارا للأهواء . {السلسلة الصحيحة ـ للألباني}
من هم آل النبي ﷺ
يقول الشيخ عطية صقر ، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا:
واخْتُلِفَ في آلِ النبي ـ ﷺ ـ على أربعة أقوال:
-القول الأول: هم الذين حُرِّمَتْ عليهم الصَّدَقة: وفيهم ثلاثة أقوال:
-أحدها:أنهم بنو هاشم وبنو المطلب، وهذا مذهب الشافعي وأحمد في رواية عنه.
-والثاني أنهم بنو هاشم خاصة، وهذا مذهب أبي حنيفة، والرواية الثانية عن الإمام أحمد، وهي المذهب الذي لا يُفتي بغيره عنده.
-والثالث: أنهم بنو هاشم ومن فوقهم إلى “غالب” فيدخل فيهم بنو المطلب وبنو أمية وبنو نوفل ومن فوقهم إلى “غالب” وهذا اختيار أشهب من أصحاب مالك.
القول الثَّاني: أنَّ آلَ النبي ـ ﷺ ـ هم ذريته وأزواجه خاصة، حكاه ابن عبد البر في “التمهيد”.
القول الثالث : أن آله ـ ﷺ ـ أتباعه إلى يوم القيامة، حكاه ابن عبد البر عن بعض أهل العلم، واختاره بعض الشافعية وغالب العلماء المتأخرين في مقام الدُّعاء خاصة.
القول الرابع: أن آله ـ ﷺ ـ هم الأتقياء من أمته، حكاه القاضي حسين والراغب وجماعة.
هذا ما نقله السفاريني عن جلاء الأفهام لابن القيم (انتهى)
حديث كتاب الله وعترتي
يقول أ.د فؤاد علي مخيمر ،الأستاذ بجامعة الأزهر ، ورئيس الجمعية الشرعية بمصر:
جاء في الحديث النبوي: “يا أيهاالناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي” . إن الحديث قد ورد بروايات مختلفة في ألفاظها، ولكن مرماها واحد، ومعنى الحديث: أن الرسول ﷺ ينبّه الأمة إلى عظمة كتاب الله عز وجل كمنهج لأهل الأرض أو لأهل الثقلين؛ ليعملوا به، وليتمسكوا بما جاء فيه عن رب العزة تبارك وتعالى، وأما المراد بالأخذ بعترته أو آل بيته فيقصد من وراء ذلك أنهم أهل خلق تربوا على خلق القرآن كتربية النبي ﷺ ففيهم القدوة الحسنة . (انتهى)