ذكر العلماء عدة أسباب لتحريم النكاح من أمهات المؤمنين:

منها أنهم أمهات ولا يجوز للرجل أن يتزوج أمه، وأيضا أن هذا من إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لأن المرأة لآخر أزواجها في الدنيا، وهذا شرف ما بعده شرف لهنَّ.
وقد كنَّ ـ رضي الله عنهن ـ يتنافسن في الحصول على هذا الشرف في الدنيا وفي الآخرة أيضاً ففي صحيح الإمام مسلم : عن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا. قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا. قالت: فكانت أطولنا يدا زينب. لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق” وفي صحيح البخاري: “فَأَخَذُوا قَصَبَةً يَذْرَعُونَهَا ”
فيدل هذا السلوك من أمهات المؤمنين على رغبتهم الشديدة في اللحوق بالنبي صلى الله عليه وسلم، لأن هذا منتهى ما تطمح إليه النفس .

وقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية عن تحريم نكاح أمهات المؤمنين على التأبيد:
ثبت ذلك بنص القرآن الكريم، فقال جل شأنه: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا، إن ذلكم كان عند الله عظيما) .
وقد ذكر القرطبي في تفسيره لهذه الآية الكريمة سببا لذلك فقال :
إنما منع من التزوّج بزوجاته؛ لأنهن أزواجه في الجنة، وأن المرأة في الجنة لآخر أزواجها. قال حذيفة لامرأته: إن سرّك أن تكوني زوجتي في الجنة إن جمعنا الله فيها فلا تزوجي من بعدي؛ فإن المرأة لآخر أزواجها. أهـ
وقال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط:
لأن ذلك يكون أعظم الأذى، فحرم الله نكاح أزواجه بعد وفاته … وهذا من أعلام تعظيم الله لرسوله، وإيجابه حرمته حياً وميتاً، وإعلامه بذلك مما طيَّب به نفسه، فإن نحو هذا مما يحدث به المرء نفسه. ومن الناس من تفرط غيرته على حرمته حتى يتمنى لها الموت، لئلا تنكح من بعده، وخصوصًا العرب، فإنهم أشد الناس غيرة حتَّى إن فتى منهم قتل جارية له يحبها خوف أن تقع في يد غيره بعد موته .

وذكر الألوسي علة أخرى لهذا فقال:
وعلة كون تزوج أحد المسلمين إحدى نساء النبي صلى الله عليه وسلم إثماً عظيماً عند الله، أن الله جعل نساء النبي عليه الصلاة والسلام أمهات للمؤمنين فاقتضى ذلك أن تزوج أحد المسلمين إحداهن له حكم تزوج المرء أمَّه، وذلك إثم عظيم .