المسلم ليس بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء كما أخبر المعصوم ﷺ، وإن كانت السباب والشتائم محرمة بالقول، فهي أشد حرمة في الكتابة، وخاصة الكتابة عبر الإنترنت، لأنها تبقى، ويقرؤها عدد أكبر، ومن الواجب على المسلمين أن يتلمسوا هدي الإسلام في التعامل ليس فيما بينهم فحسب بل فيما بينهم وبين غيرهم من أبناء العقائد الأخرى ، فالإسلام بريء من تلك الشتائم والسباب.
يقول الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي سلطنة عمان :
الإنترنت نعمة من نعم الله تبارك وتعالى يجب شكرها ، ومن شكرها عدم استخدامها فيما لا يرضي الله سبحانه وتعالى ، وما ذكرتموه من التراشق بالتهم والترامي بألقاب السوء والفساد كل ذلك مما يتنافي مع الدين الصحيح ، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والإنسان مسئول عما يقول وكذلك هو مسئول عما يكتب ، ولعل المسئولية على الكتابة أعظم من المسئولية التي تترتب على القول لأن القول قد يقول لحظة وينتهي أثر قوله لا يبقى لقوله أثر ، ولكن الكتابة يمتد أثرها عند كل قارئ يقرأها وخصوصاً عندما تكون الكتابة في مثل هذه الآلات التي تنشر المكتوب وقد تنشر الصوت أيضاً فذلك مما يضاعف على الإنسان الوزر إن استخدم هذه الآلات فيما لا يرضي الله تبارك وتعالى .
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يتبينها تهوي به في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب . ويقول أيضا : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه . فعلى الإنسان أن يتقي الله فيما يقوله ، وأن يتقي الله فيما يكتبه ، وقد أجاد الشاعر الذي قال :
لسانك لا تذكر به عورة امرئ *** فكلك عورات وللناس ألسن
على أن هذا ليس من مصلحة الأمة وإنما هو مما يضاعف الشرخ الذي فيها والصدع الذي في جدارها ، ويؤدي إلى تمزقها كل ممزق ، وذلك مما لا يرضي الله سبحانه وتعالى.