هناك اتجاهان للفقهاء:-
الاتجاه الأول :– يعتبر ما يسبق الدورة من إفرازات بنية أو ترابية أو صفراء من الدورة، وكذلك يعتبرون هذه الإفرازات من الدورة إذا جاءت في نهاية أيام الحيض، ولا يعتبرون المرأة طاهرا إلا إذا جف الفرج عن هذه الإفرازات تماما، بأن تخرج القطنة بيضاء غير ملوثة ، أو أن يفرز الفرج ما يعرف بالقصة البيضاء.
وهذا الاتجاه يمثله جمهور الفقهاء القدامى، ومنهم المذاهب الأربعة – على اختلاف داخل المذهب الحنفي- وكثير من المفتين لا يفتي إلا بهذا المذهب.
وعلى هذا الاتجاه فأي إفرازات مثل دم الحيض سواء أكانت صفراء أو حمراء أو كلون التراب أو القهوة فإنها تحسب من الدورة ، وعليك أثناءها أن تتوقفي عن الصوم والصلاة إلا إذا استمرت هذه الإفرازات أكثر من خمسة عشر يوما فساعتها يرون أن هذه استحاضة.
والاتجاه الثاني :– لا يعتبر هذه الإفرازات حيضا ، سواء جاءت في أول الحيض ، أو جاءت في آخره، ولا يعتبر الحيض إلا ذلك الدم الأسود الذي تعرفه المرأة بنتن رائحته وغلظه فقط ، ومعنى ذلك أن هذه الإفرازات لا تجعل المرأة حائضا، بل تجعلها طاهرة، يجب عليها الصيام والصلاة، وهذا هو ما ترجحه الأدلة، وهو ما عليه الشوكاني وابن حزم، وأبو يوسف صاحب أبي حنيفة ، والشيخ القرضاوي ، وهو ما نفتي به.
فعلى ذلك فحينما تأتي المرأة الإفرازات البنية والصفراء والترابية، والتي على لون القهوة فإنها لا تمنع الصيام والصلاة غير أن على المرأة أن تتوضئ بعد كل أذان.ومعنى ذلك أن تعتبر نفسها حائضا في تلك الأيام التي يأتيها فيها الدم الأسود الغليظ المنتن فقط.، وهذا هو ما نقول به؛ لأن دم الحيض دم ليس سببه اعتلال الجسم، ولكنه إفراز طبيعي ، وما يكون في فترة التنقيط والتمشيح ناتج عن اعتلال بالجسم فلا يكون حيضا.
والله تعالى أعلم .