كره العلماء البيع والتجارة داخل المسجد؛ لما ينشأ عن ذلك عادة من المساومة والجدال بين الطرفين، وربما اضطر أحدهم إلى الكذب، وربما غضب الآخر وارتفع صوته، كما هو شأن البيع والتجارة في الأسواق.
هذا بالإضافة إلى أن المسجد أقيم أصلاً لعبادة الله، وربما كان مكاناً لبحث المصالح العامة للمسلمين.. أما أن يكون سوقاً تجارية لتحقيق مصالح خاصة، فهذا ما لا ينسجم مع طبيعة دور المسجد.
وأما بيع الأشرطة بدون أي ربح مادي عليها، وهذه الأشرطة تتناول موضوعات إسلامية وأحكاماً شرعية، وربما أشرطة لتلاوة القرآن الكريم، أو أشرطة أناشيد إسلامية أو محاضرات.. فبيعها في المسجد لا علاقة له بالتجارة أصلاً، وإنما هو نوع من نشر الوعي الإسلامي عن طريق “الكاسيت”، وهو بالتالي يشبه الكتاب..
ونظراً لعدم القدرة على توزيع الكتب أو الأشرطة مجاناً خاصة في البلاد الغربية؛ حيث لا توجد وزارات أوقاف أو مؤسسات غنية قادرة على القيام بهذه العمل الإعلامي مجاناً لوجه الله؛ لذلك فهي تبيع أشرطة إسلامية، وربما الكتب بسعر الكلفة؛ حتى تستطيع أن تعيد إنتاج غيرها وتوزعه أيضاً لتعم الفائدة على عدد أكبر من المسلمين..
مثل هذا العمل يندرج تحت باب “الدعوة إلى الله” ونشر العلوم الشرعية وهو جائز في المسجد بل هو مستحب أيضاً، وقد يكون واجباً إذا كان المسلمون لا يقدرون على البيع خارج المسجد، ولا علاقة لهذا العمل بالتجارة التي يقصد بها الربح الشخصي والتي لا تجوز أن تكون داخل المساجد