يقول الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق-رحمه الله- :

روى مسلمٌ بسنده عن أبي سعيد الخُدْري أن النبي ـ ـ رأى نُخَامَةً في قِبْلَةِ المسجد فَحَكَّها بِحَصَاةٍ ثمَّ نَهَى أن يَبْزُقَ الرَّجل عن يمينه أو أمامه ، وفى رواية أن رسول الله ـ ـ رأى نُخَامَة في قِبْلَةِ المْسَجْدِ، فأقبل على الناس فقال: “ما بالُ أحدِكُم يقوم مُسْتَقْبِلَ ربِّه، فيَتَنَخَّع أمامه، أيحبُّ أحدُكم أن يُسْتَقْبَل، فيُتَنَخَّع في وجهه؟.

قال العلماء: أمَّا البَصْقُ في المسجد فلا يجوز لقوله ـ ـ: “البُزَاقُ في المسجد خطيئة”.

والمتأمِّل فيما تقدَّم من الحديثين يجد أن الرسول ـ ـ لم يمنع من البزاق في الصلاة مطلقًا وإنَّما مَنَع بعض مظاهره في الصلاة وأباح البعض الآخر، فالبُصَاق في الصلاة جائِزٌ، ولا تبطُل به الصلاة إذا كان عن غَلَبَةٍ وعدم اختيار، أو يستخرج منديلًا ويَبْصُق فيه، وذلك إذا لم يجد مناصًا من البُصَاق.

أمَّا إذا كان يَغلِبُه البُصَاقِ دائمًا، وهو في الصلاة، فعليه أن يَضع المِنْدِيل في مكان قريب منه بحيث يتناوله في سهولة وهو في الصلاة.