الصلاة لها في الإسلام مكانة عظيمة، ومكانتها عند الله رفيعة وفضلها كبير فبها تمحى الذنوب وترفع الدرجات وهي صلة بين العبد وربه وستار للعبد يقيه من الوقوع في براثن الذنوب والمعاصي، وقبولها علامة على صلاح العبد وقبوله عند الله، ولا ينال فضلها، إلا من صلاها في خشوع، فالخشوع هو روح الصلاة ومناط القبول عند الله.

يقول فضيلة الدكتور عبد العزيز عزام-أستاذ الفقه بجامعة الأزهر-:

الصلاة هي عماد الدين، وأساسه، وركنه الأعظم بعد الشهادتين، فقد قال : “رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله” وقد أمر الله بإقامتها، والمحافظة عليها فقال تعالى :(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين.
وهى آخر ما أوصى به الرسول ـ ـ قبل موته، فقال: الصلاة وما ملكت أيمانكم، وهى أول ما يحاسب عليه العبد بعد موته، فإن أحسنها فقد حسن سائر عمله.

كما أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، قال تعالى: (اتل ما أوحى إليك وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).

والنبي ـ ـ يقول: “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط” والرباط: هو الجهاد في سبيل الله، ومعناه أن هذه الأعمال مثل مرابطة الخيل لجهاد أعداء الله.
ويلزم للصلاة حضور القلب، والخشوع فيها، واستحضار عظمة الله، والسكون والنظر إلى موضع السجود، فلا يتشاغل المصلي بشيء، ولا يلتفت إلى شيء، فلا يعبث بلحيته أو ثيابه، أو ينظر إلى زخرفة البسط أو الجدر، أو يلبس الخاتم أثناء الصلاة، فإن هذا ونحوه من العبث الذي ينافي الخشوع في الصلاة، ومعلوم أن الخشوع هو روح الصلاة، فالصلاة التي لا خشوع فيها لا روح لها.

وقد رأى رسول الله ـ ـ رجلاً يعبث بلحيته، وهو في الصلاة، فقال: لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه وقال: “لا تفرقع أصابعك وأنت في الصلاة”.

وعليه فإن وضع الخاتم أو لبسه أثناء الصلاة لا يجوز؛ لأنه من الأعمال التي ليست من جنس الصلاة، فينبغي تركه، وإن كانت الصلاة لا تبطل به لقوله عليه الصلاة والسلام: “اسكنوا في الصلاة” وقال : “لا تفرقع أصابعك وأنت في الصلاة”. والنهي هنا للكراهة، والمكروه يحسن البعد عنه للمحافظة على الخشوع في الصلاة.