حقيقة إن إيقاظ الصغار للصلاة أو أمرهم بالصوم وسائر أنواع العبادة سواء المفروضة أو غيرها يعتبر كنوع من التعويد على الأعمال الصالحة؛ أخًذا بقوله ﷺ: ” مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ” (رواه أحمد وأبو داود والحاكم)، فينشأ الصغار على ما وعدهم عليه آباؤهم، ويحضرني في هذا قول الشاعر:
وينفع الأدب الأحداث في صغر وليس ينفع عند الشيبة الأدب
إن الغصون إذا قوَّمتها اعتدلت ولن تلين إذا قومتها الخشب
وقول الآخر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
ولكن على الآباء حسن التوجيه وعدم تكليف الأبناء أو أمرهم بما لا يستطيعونه حتى لا يكون ذلك تنفيرًا لا تحبيبًا؛ فيجب تخير الوقت المناسب لتوجيه الأبناء أو إيقاظهم للصلاة.
وفي هذا يقول الأستاذ الدكتور عبد الفتاح إدريس (أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر):
لا يجب إيقاظ الفتاة التي لم تبلغ سن الحلم للصلاة؛ لأن الصلاة بالنسبة لها نافلة، ولكن ليس هناك ما يمنع من أن تتعوّد من الصغر على القيام في هذا التوقيت؛ لمعرفة أن هذا الوقت هو الذي تؤدّى فيه صلاة الفجر، كما قال رسول الله (ﷺ): “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر”، والمقصود بهذا هو تعويد هؤلاء الصغار على أداء الصلاة في وقتها المحدد لها شرعًا.
لكن لا ينبغي في جميع الأحوال استخدام الشدة مع هؤلاء الصغار في الاستيقاظ في هذا الوقت؛ حتى لا يكون منهم نفور عن أداء هذه الصلاة، خاصة أن بعض الأطفال ينامون في أوقات متأخرة من الليل، وقد يثقل عليهم النوم؛ ولهذا فإن إيقاظهم في هذا التوقيت ربما يدفعهم دفعًا إلى عدم أداء هذه الصلاة، وإنما ينبغي أن يكون هناك إرشادًا وتوجيهًا باللين والرفق إلى أداء الصلوات عادة في أوقاتها، لا فرق في هذا بين صلاة الفجر أو غيرها.