إذا كانت الهدية من رجل يكتسب رزقه من حلال، إلا أنه وقع في حرام، فإن هذا الحرام لا يلغي الحلال، كما أن الإثم في الكسب من الحرام أو التعامل معه، إثمه على من فعله لا على من أهدي إليه.
يقول الدكتور وهبة الزحيلي أستاذ الشريعة بالجامعات السورية – رحمه الله تعالى – :
يجوز الأكل من مال الشخص كالضيافة أو قبول هديته أو هبته إذا كان ماله مشبوهاً أو مخلوطاً من حلال أو حرام، وينوي الآكل أو الموهوب له أو المهدى له أن ما يتناوله هو من الجزء المالي الحلال، وحساب الكاسب من حرام عليه وحده، لأن الحرام لايكون في ذمتين .انتهى
ويقول الدكتور علي محيي الدين القره داغي :
جمهور الفقهاء أجازوا التعامل مع من كان معظم أمواله حلالاً، وكذلك الأكل منها والاستجابة لدعوة أصحابها، وإن كانت بعض أموالهم محرمة كما هو الحال فيمن يتعامل مع البنوك الربوية، حيث إن رأس ماله حلال، وهو يتحمل الإثم وحده دون من يأكل من طعامه، ولا سيما إذا ترتب على الامتناع قطع صلة الرحم.