أصحاب الكهف كانوا في حالة نوم ، وليسوا في حالة موت ، بدليل قوله تعالى { ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال } الكهف : 18 والتقليب لا يكون للميت بل للحي . وقوله تعالى : {لو اطَّلعت عليهم لوليت منهم فرارًا ولَمُلئت منهم رُعبًا} الكهف : 18 والعادة أن الإنسان لا يخاف ولا يفر إذا رأى أمواتا ، بل ذلك يكون عند تغير هيئتهم المعتادة، بمثل طول شعورهم وأظفارهم ، وهذا من علامات الحياة لا الموت .
وقد قال الله تعالى في أول قصتهم { فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددًا} الكهف : 11 .
يقول القرطبي : عبارة عن إلقاء الله تعالى النوم عليهم ، وهذه من فصيحات القرآن التى أقرَّ العرب بالقصور عن الإتيان بمثله . قال الزجاج : أي منعناهم من أن يسمعوا ، فإن النائم إذا سمع انتبه ، وقوله تعالى {ثم بعثناهم } لا يلزم منه أن يكون البعث بعد موت ، فقد يكون من نوم ، وهو أشبه بالموت ، وجاء ذلك في مثل قوله تعالى : { وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليُقْضَى أجلٌ مسمى} الأنعام : 60 .