إن من أسوأ الأعمال وأفحشها أن نهتك سياج الأسرة، ونهدد أمنها وسكينتها؛ سواء كان بإفساد زوجة على زوجها أم بإفساد زوج على زوجه، وقد أحاط الإسلام الأسرة بحدود تحميها وتصونها وتكفل لها السعادة في الدنيا والآخرة فالأسرة هي حجر الزاوية في بناء المجتمع وبمقدار صلاح الأسرة يكون صلاح المجتمع.

 يقول فصيلة الشيخ “أحمد الشرباصى” ـ رحمه الله ـ من علماء الأزهر الشريف:

لقد حَرَّمَ الله – جلَّ جلاله – زَوَاجَ المرأة المتزوجة، وذلك بنص القرآن الكريم، حين ذَكَرَ ذلك ضمن المُحَرَّمَات بقوله : (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ) (النساء: 24) ومن الكبائر التي يلجأ إليها مَن ليس له دين ولا خُلُق ولا ضمير أن تتطلَّع عينُ الإنسان الخبيثة إلى زوجة غيره، فيطمع فيها، ثم يُحاول هَدْمَ بيت الزوجية، مُنْدفعًا بشيطانه وشهوته، يُريد مِن وراء ذلك أن يُفسد الحياة الزوجية؛ وأن يَهدم بيتها الذي حَصَّنَه الله ورسوله، وإنما يُريد ذلك الأثيم من وراء محاولته أن يستجيب لشهوته المُنْحَرِفَة التي لا يرضى عنها الله ولا رسوله .

ولا ندري كيف يستحق وصف الإسلام مَن يفكر في ذلك الإثم، وَيَقْدَمُ على ارتكابه؟ إن مثل هذا الإنسان الدنيء يُسيء إلى دينه أولًا، وهو الإسلام الحنيف، ويُسيء إلى الزوج ثانيًا؛ لأنه يسعى في خراب بيته، وإفساد زوجته عليه، وهذا من أقبح أنواع السعي بالفساد في الأرض، وإهلاك الحرث والنسل، وهو يُسيء كذلك إلى الزوجة المسكينة المُضَلَّلَة؛ لأنه يهدم بيت زواجها، ويُغريها حتى تستجيب له، وترتكب الجريمة الفاحشة، بقطع ما وَصَلَهُ الله من مِيثاق الزواج بينها وبين زوجها، دون أن ترى من هذا الزوج انحرافًا، أو اعتسافًا يستدعي إصلاحَه أنْ نُفَرِّقَ بينه وبين زوجته .

ولكن إذا كان هذا الزوج قد أساء إلى زوجته إساءة لا تستقر معها حياة الزوجية، ورأت الزوجة أنَّ بقاء العلاقة الزوجية أمر لا يُطاق، و أقنعت زوجها بالانفصال بينهما، وتمَّ ذلك بالرضا والاختيار، وبدون إساءة لاستعمال الحق في هذا المجال، فلا مانع من زواج الشخص المسلم بها إذا توافرت الشروط المطلوبة في هذا المجال. انتهى

ونصيحتنا لكلا الزوجين:

1 -الحذر من أصحاب السوء مهما كان قربه أو بعده منهما، سواء كانت نصيحته عبر وسائل التواصل الإجتماعي أو الاتصال أو اللقاء.

2 – الحذر من التعلق بما يراه الأزواج في المسلسلات من أن الزواج كافيهات وسفريات، ونزهات وعلاقات رومانسية فقط، ومحاولة التشبه بهم.

3 – عدم التسرع باتخاذ قرار الطلاق من الزوج، أو طلب الخلع من الزوجة، بخاصة لو كانوا حديثي عهد بالزواج؛ لأنهم لم يتعودوا على المسؤولية وقيود ومشاكل الحياة.

4 – استشعار المسؤولية ومعرفة الحقوق والواجبات لكل من الزوج والزوجة.

5 – الحرص على طاعة الله والبعد عن المعاصي والذنوب، وشكر نعمة الله على الزواج فكم من محروم يتمنى لو تزوج وعنده أبناء.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنةً؛ إن سخِطَ منْها خُلقًا، رضِيَ منْها آخرَ))؛ [رواه مسلم].