أجمع العلماء على أخذ الزكاة من القمح والشعير والتمر والزبيب. وهذه الأصناف الأربعة لا خلاف في وجوب الزكاة فيها لأن الرسول ﷺ أمر بأخذ الزكاة منها. فكانت تؤخذ منها الزكاة في عهده ﷺ وحتى الآن ، وأما ما عدا ذلك كالخضروات والفواكه وسائر الزوع من البقول كالأرز والفول فمختلف فيه .
يقول الشيخ عطية صقر، رحمه الله تعالى:
كانت الزكاة على الزروع والثمار تؤخذ أيام النبي ( ﷺ ) من أصناف مخصوصة وردت في هذا الحديث، وهو ما رواه الدارقطني والحاكم والطبراني والبيهقي، وقال: رواته ثقاة، وهو متصل.
فعن أبى بردة عن أبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل (رضي الله عنهما) أن “رسول الله ( ﷺ ) بعثهما إلى اليمن يعلمان الناس أمر دينهم، فأمرهم ألا يأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة: الحنطة والشعير والتمر والزبيب”.
وهذه الأصناف الأربعة، لا خلاف بين الفقهاء في وجوب الزكاة فيها، وقال موسى بن طلحة:جاء الأثر عن رسول الله (ﷺ) في خمسة أشياء: “الشعير والحنطة والسلت وهو: نوع من الشعير، والزبيب والتمر وما سوى ذلك مما أخرجت الأرض، فلا عشر فيه.
وقال: إن معاذا لم يأخذ من الخضر صدقة.
بناء على هذه الآثار: كان وعاء الزكاة في الزروع والثمار على عهد الرسول (ﷺ ) هو: الحنطة أي: القمح والشعير ونوع منه وهو: السلت والتمر والزبيب، والذي لم يأخذ منه زكاة هو: الخضر.(انتهى)
ولكن مذهب الحنفية أن في كل ما أخرجت الأرض زكاة ، واحتج الإمام أبو حنيفة بقول النبي ﷺ : { فيما سقت السماء أو كان عثريا العشر } رواه البخاري. فإنه عام فيؤخذ على عمومه , ولأنه يقصد بزراعته نماء الأرض واستغلالها فأشبه الحب. ويؤيده قوله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض) وقد تمسكوا بهذه الآية في وجوب الزكاة في كل الزوع والثمار. وشرط ذلك أن يقصد بالزرع الانتفاع به .
يقول الأستاذ الدكتور/ رفعت فوزي:
زكاة الزروع التي تُسقى الأرض المزروعة فيها باستخدام الآلات هي مقدار 5% أي نصف العشر، والتي لا تسقى بآلة فيها العشر، ويستوي في ذلك الحبوب التي تخزن، وكذلك الفواكه والخضراوات.
وإذا كانت الخضراوات والفواكه على عهد رسول الله ﷺ لا يؤخذ منها زكاة؛ لأنها لم تكن تمثل ثروة زراعية ويزرع منها بمساحات كبيرة وتُسوّق، فتدرّ ربحًا كثيرًا ربما – أو في كثير من الأحيان – أكثر من الحبوب التي تخزن، وعلى هذا فتجب فيها الزكاة بمقدار 5% من أثمانها، أي تباع ويخرج 5% زكاة للفقراء والمساكين من الأموال التي بيعت بها. (انتهى)
وعليه فالراحج هو وجوب الزكاة في كل ما تخرج الأرض وينتفع به.فهو الأنسب لحكمة تشريع الزكاة وشكر النعمة ، ومراعاة مصلحة الفقراء .