يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي ، الأستاذ بجامعة الأزهر :
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ . و َاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) الأنفال 27 – 28 . ففي هذه الآية نداء من الله ـ تعالى ـ لعباده المؤمنين ألا يخونوا الله ورسوله بتضييع الفرائض، ومخالفة الأوامر، واقتراف المعاصي التي حذرهم الله ورسوله منها، فإن التزام المؤمن بأمر الله ونهيه أمانة في عنقه، يجب عليه أن يؤديها، فإذا خالف وقصر، كان خائنًا لهذه الأمانات .
وأوامر الله ورسوله لا تقتصر على العلاقة بين المرء وربه، ولكنها تشمل العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان في كل أمور الحياة، وفي كل عقد وعمل وارتباط .
والخيانة في هذه العلاقة خيانة لله ورسوله، كترك الفرائض، والواجبات سواء بسواء، فمن كان في عمل عند الغير فهو مؤتمن على هذا العمل، فلا يفعل شيئًا في السر يتسحي منه في العلانية، ولا يدفعه حب المال والرغبة في الاستزادة منه إلى أن يأخذ ما ليس حقًا له، أو يسرق، أو يرتشي، أو يخون الأمانة فيما اؤتمن عليه، فإن المال زائل والأولاد فتنة، ولا يغني شيء من ذلك يوم القيامة حين يسأل المرء عما اقترفه من المعاصي .
ومن خان الأمانة، فقد خان الله ورسوله بجرأته على مخالفة أمر الله ورسوله في حفظ الأمانات، وذلك بأخذه مالاً لا يحل له، فيجب رده إلى أصحابه حتى تبرأ ذمته ويغفر الله له، وحسنًا أن ضميره يستيقظ قبل أن يفارق الدنيا، ويلقى الله عز وجل الذي يسأله عما فعل، فإن كان يريد أن يكفر لذنبه، فعليه أن يرد ما أخذه إلى أصحابه، فإن لم يستطع فيتصدق به، وليجعل هذه الصدقة لهم، ويسأل الله المغفرة، فهو الغفور الرحيم .
والله أعلم.