إن الرسول ـ ﷺ ـ يقول: “إنما جُعل الإمامُ ليُؤتَمَّ به” وعلى الإمام أن يَتأسَّى بمنهج سيدنا رسول الله ـ ﷺ ـ وعلى المأموم أن يحترم إمامه وأن يجعله في المنزلة التي تليق به؛ لأن الإمام يقف الموقف الذي وقفه سيدنا رسول الله ـ ﷺ ـ ليقيم شرع الله. وليلتزم المسلمون بما كان عليه سيدنا رسول الله ﷺ.
وقد نص المالكية على أنه يُكرَه للإمام التنفل بالمحراب؛ لأنه لا يستحقه إلا حال كونه إمامًا ولأنه قد يوهم غيرَه أنه في صلاة فيَقتدي به.
وقالوا: يُكرَه للإمام الجلوس في المحراب بعد الصلاة على هيئة المصلي، وفي استطاعته أن يخرج من الكراهة بتغيير الهيئة، لحديث سَمُرة بن جُندُب أن النبي ـ ﷺ ـ كان إذا صلى أقبل علينا بوجهه. رواه البخاري.
أما إذا كان حال الإمام لا يوهم الآخرين بأنه يصلي فريضة، وعَلِمَ من خلفه أو دلَّت القرائن على أنه يصلي نافلة فلا حرج عليه في ذلك.
ويا حبذا لو التزم المسلمون بمراعاة حرمة بيوت الله عز وجل، وابتعدنا عن الفتن والخلافات داخل المسجد؛ لأن المسجد ما بُني إلا للعبادة وطاعة الله عز وجل، قال تعالى: (إنما يَعمُرُ مساجدَ الله مَن آمَن باللهِ واليومِ الآخِرِ وأقام الصلاةَ وآتى الزكاةَ ولم يَخشَ إلا اللهَ فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين).