ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجب الإنصات أثناء الخطبة ويحرم الكلام سواء كان الكلام دنيويا أو بذكر ونحوه، بل حتى لو كان أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر سواء كان المستمع قريبا من الإمام أو بعيـدا عنه.
يقول فضيلة الدكتور نصـر فريد واصل :
شرعت صلاة الجمعة لاجتماع الناس في هذا اليوم في المسجد وقد قال تعالى في محكم كتابه: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) الآية 9 من سورة الجمعة.
فمن هذه الآية أجمع العلماء على أن صلاة الجمعة فرض عين على كل من تجب عليه صلاة الجمعة ومن شروط صحتها الخطبتان ومن أركان الخطبة الحمد لله والصلاة على النبي –ﷺ- والوصية بتقوى الله وقراءة آية أو أكثر من كتاب الله وقد أمرنا الله سبحانه وتعلى بالاستماع والإنصات حين قراءة القرآن قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) الآية 204 سورة الأعراف.
وقد قرر جمهور العلماء وجوب الإنصات وحرمة الكلام أثناء الخطبة سواء كان الكلام دنيويا أو بذكر ونحوه حتى لو كان الكلام أمرا بالمعروف أو نهيا عن المنكر سواء كان المستمع قريبا من الخطيب أو بعيدا عنه، لما روي عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي -ﷺ- قال: (إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب انصت فقد لغوت) وما ورد في الحديث الشريف (من مس الحصى فقد لغا) ومثل الحصى اللهو بأي شيء آخر مثل المسبحة ونحوها.
وفرق الشافعي وأحمد بين من كان قريبا من الخطيب ويسمع الخطبة وبين من كان بعيدا ولا يسمع الخطبة، فالقريب الذي يسمع الخطبة يجب عليه الإنصات وحرمة الكلام أثناء الخطبة سواء كان الكلام بذكر ونحوه أو بغير ذكر أما البعيد الذي لا يسمع الخطبة فيجوز له أن ينشغل بالذكر ونحن لا نفرق بين من كان قريبا أو بعيدا لأن المساجد قد امتلأت بمكبرات الصوت والخطبة تصل إلى من في المسجد وخارجه.
والراجح الأخذ برأي الجمهور وهو وجوب الإنصات وحرمة الكلام أثناء الخطبة سواء كان بذكر أو نحوه وأي شيء يلهي عن سماع الخطيب والانشغال عنه مما يجعله لا يستفيد من الخطبة يكون حراما شرعا.