الأضحية سنة في الأمة من عهد إبراهيم عليه السلام إلى عهد محمد نبينا عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا،وأصلها  أن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام امتحنه الله فأمره بذبح ابنه بكره إسماعيل عليه الصلاة والسلام ليخلص قلبه لمحبته سبحانه دون محبة غيره جل وعلا، وكان إبراهيم هو خليل الله عليه الصلاة والسلام، وهو أفضل الناس في زمانه، وهو أفضل الخلق بعد محمد عليه الصلاة والسلام، فلما أراد ذبحه وتله للجبين ولم يبق إلا أن يوهي بالسكين إلى حلقه رحمه الله ورحم ابنه ورفع عنهما هذا الأمر وفداه بذبح عظيم وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ [الصافات:109-111]. وقد أجاز النبي عليه الصلاة والسلام إدخار لحوم الأضاحي، فيجوز أن يوزع من هذا المدخر ولو بعد شهر من عيد الأضحى، لكن بالنسبة لنصيب الفقراء، وهو ثلث الأضحية يتعين توزيعه في الأيام الأولى يوم عيد الأضحى وأيام التشريق، حتى تتحقق الحكمة من الأضحية وهي الإيسار على الفقراء والمساكين والتوسعة عليهم في هذه الأيام المباركة. وأما بالنسبة لأجر الأضحية فمعلوم أنه يُغفر لمن ضحى بأول قطرة دم تقطر من الأضحية، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لابنته رضي الله عنه: “قومي يا فاطمة واشهدي اضحيتك، فإنه يغفر للمضحي بأول قطرة دم تقطر منها. وكما روي عن النبي : “إن الله يتقبل هذه الأضحية ويغفر لصاحبها قبل أن يسقط دمها على الأرض”، وكما قال أيضًا: “وإنها لتقع عند الله بمكان قبل أن تقع على الأرض فطيبوا بها نفسًا”، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.