النوم بعد العصر ليس بحرام ،والحديث الوارد في النهي عن النوم بعد العصر لا يصح .
يقول الشيخ سليمان بن ناصر العلوان من علماء السعودية :

لا بأس بالنوم بعد صلاة العصر ولا حرج في ذلك فإنه لم يثبت عن النبي ولا عن أحد من الصحابة نهي عن ذلك والأصل الإباحة .
ولا حرام إلا ما حرّمه الله أو رسوله .
ومن حكم على أمر ما بالتحريم أو الإيجاب بدون دليل فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله .
والحديث المشهور ( من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومنّ إلا نفسه ) ليس له سند ثابت .
وقد رواه أبو يعلى وغيره من حديث عائشة وروي من حديث عبد الله بن عمرو وأورده ابن الجوزي في الموضوعات .
وقد قيل لليث بن سعد . تنام بعد العصر وقد روى ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي قال . فذكر الخبر .
فقال الليث : لا أدع ما ينفعني لحديث ابن لهيعة .

هل يوجد حديث صحيح عن النوم بعد العصر:

لم يصح في أمر النوم بعد العصر ، مدحا أو ذما ، حديث عن النبي ، ولا عن أصحابه ، والحديث الذي يذكر غير مروي في الكتب المسندة ، ولم يذكره أحد من أهل العلم ، فهو حديث مكذوب لا أصل له، فلا يجوز اعتقاد صحته ، ولا تجوز نسبته إلى النبي ، لأن الكذب عليه من كبائر الذنوب .

حكم النوم بعد العصر:

النوم بعد العصر جاء فيه قولان عن أهل العلم :
الأول : الكراهة وقد نص عليه كثير من الفقهاء في كتب الفقه ، وبعضهم يستدل عليه بالحديث السابق ، المشار إلى ضعفه ، وبعضهم يستدل عليه ببعض الآثار، والتجربة الطبية .
نقل المروذي قال : سمعت أبا عبد الله – يعني الإمام أحمد بن حنبل – يكره للرجل أن ينام بعد العصر ، يخاف على عقله .
قال ابن القيم رحمه الله في “زاد المعاد”:
” ونوم النهار رديء يورث الأمراض الرطوبية والنوازل ، ويفسد اللون ويورث الطحال ويرخي العصب ، ويكسل ويضعف الشهوة ، إلا في الصيف وقت الهاجرة .
وأردؤه نوم أول النهار ، وأردأ منه النوم آخره بعد العصر .
ورأى عبد الله بن عباس ابنا له نائما نومة الصبحة فقال له : قم أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق.
الثاني : هو الجواز لأن الأصل هو الإباحة ، ولم يرد النهي عنه في حديث صحيح ، والأحكام الشرعية تؤخذ من الأحاديث الصحيحة ، لا من الأحاديث الضعيفة فضلا عن المكذوبة ، ولا من آراء الناس .
جاء في “فتاوى اللجنة الدائمة” :
” النوم بعد العصر من العادات التي يعتادها بعض الناس ، ولا بأس بذلك ، والأحاديث التي في النهي عن النوم بعد العصر ليست بصحيحة ” انتهى .
الخلاصة: النوم بعد العصر في الشرع لم يثبت فيه نهي، ويرجع في الأمر إلى الطب ، فإن ثبت من جهته الضرر والأذى ، كره للمرء أن يضر نفسه.