صح فى الحديث الذى رواه مسلم “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ” ؟ قالوا بلى يا رسول اللّه قال : “إسباغ الوضوء على المكاره ،كثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط. فذلكم الرباط ” وقوله ﷺ فى السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله “ورجل قلبه معلق بحب المساجد” رواه البخارى ومسلم ، وإخباره عن الذين يخرجون من بيوتهم لصلاة الجماعة فى المسجد أن بكل خطوة حسنة، وأنهم فى صلاة ما دامت الصلاة تحبسهم فى المسجد منتظرين الجماعة ، كما رواه البخارى ومسلم ، وقوله فيما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع الدرجات “وانتظار الصلاة بعد الصلاة” كما رواه مسلم .
فإذا لم يكن هناك ما يشغل الإنسان من جهاد فى سبيل اللّه أو كسب عيش أو عمل خير فأفضل له أن يمضى أكثر وقته فى بيوت الله ، لأنها خير البقاع كما جاء فى صحيح مسلم وغيره .
ولا يقصد بذلك ترك الواجبات الدينية الأخرى والدنيوية التى تحقق الخير للفرد والمجتمع ، فهو سبحانه القائل {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله} الجمعة: 10 والرسول ﷺ لم يعجبه لزوم أبى أمامة للمسجد فى غير أوقات الصلاة ، بسبب همومه وديونه ، ولكن علَّمه ذكرًا يقوله وهو يسعى حتى يحقق الله له ما يريد . رواه أبو داود .
ولا يعنى فضل التردد على المساجد أن كل من يتردد عليها يكون مكرَّما عند اللّه ، فإن العبرة بالنية كما نص الحديث ، وكم من الناس يلازمونها ولهم أغراض غير مشروعة كما كان المنافقون أيام الرسول ، والله قال فيمن يعمر مساجد الله {ولم يخش إلا الله} التوبة : 18 وقال فى المرائين بها {فويل للمصلين . الذين هم عن صلاتهم ساهون . الذين هم يراءون . ويمنعون الماعون } الماعون : 4 - 7
أى لم يستفيدوا منها شيئًا من الأخلاق الحسنة لأنهم لم يحسوا معناها الحقيقي وسهوا عن سر تشريعها {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} العنكبوت :45