العقيقة سنة مؤكدة للقادر،فمن لم يقدر ،فإن الله لايكلف نفسًا إلا وسعها ،فإن قدرت أن تعق عن واحد فلا بأس عليك في باقي الأولاد،وإن لم تقدر أن تعق عن أي من الأولاد فإن الله لايكلف نفسها إلا وسعها.

يقول الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر:

العقيقة هي الذبيحة التي تُذْبَح عن المولود، وهي من العَقِّ بمعنى القطع والشق، وقيل للذبيحة عقيقة؛ لأنه يشق حلقها، وأصل العقيقة هو الشعر الذي يكون على رأس الصبي حينما يُولد، وإنما سميت الشاة التي تُذْبح عنه في تلك الحَالة عقيقة؛ لأن شعره يُحلق عند الذبح.

والحديث يقول في ذلك: “أميطوا عنه الأذى” ويُقصد بالأذى ذلك الشعر الذي يُحلق عنه، ويُقال: عَقَّ فلان عن وَلَدِه إذا ذَبَحَ عنه ذبيحة يوم أسبوعه، وأقول عن حفلة العقيقة – وهي التي تسميها العامة: حفلة الأسبوع للمولود ـ : “الفرح بالذرية غريزة أصيلة في نفس الإنسان، وكل غريزة تحتاج إلى ميدان تتنفس فيه، وتُعَبِّر عن ذاتها به، ومِن بين ذلك ما يقيمه أهل المولود في اليوم السابع لمولده من احتفال وابتهاج، وهذه الفرحة لا بأس بها، ولا تعارض بينها وبين الدِّين، إذا لم يكن فيها مُنكر أو فاحشة أو خبث يُحَرِّمْه الإسلام، أو أي شيء يكرهه الله تعالى ويَبْغضه.

وحَبّذَا لو اهتدى المسلمون في هذا الاحتفال بما جاء عن رسول الله ـ ـ ففي السنة النبوية إشارة إلى “حفلة الأسبوع” ولكن السنة تُسميها باسم آخر هو “العقيقة” ويتلخص منهاج هذا الاحتفال في أن نحلق شعر المولود، ونتصدق بوزنه فضة على الفقراء والمحتاجين، ونُحَدِّد للمولود اسمه، ونذبح عنه شاة تُسَمَّى شاة “العقيقة” ونستطيع أن نأكل من لحم هذه الشاة، ونهدي منه، ونطعم ضيوفنا وأحباءنا، ونتصدق منها على الفقراء والمتحاجبين.

وقد رُوي في هذا الباب أن الرسول ـ ـ عَقَّ عن الحسن شاة، أي: ذبح باسمه في حفلة العقيقة شاة. وقال: “يا فاطمة، احلقي رأسه، وتصدقي بِزِنَة شَعْرِهِ فِضَّة”. فوزنوه فكان درهمًا أو بعض درهم. وهذه العقيقة حُكمها أنها سُنَّة، وبعض الفقهاء جعلها واجبة، والقول الأول أقرب إلى التيسير .
والله ـ تبارك وتعالى ـ أعلم.