الزوجة أمينة على مال زوجها ومن ثم فلا يجوز لها أن تقتطع من ماله وتدخره لنفسها دون إذنه، وسوء خلق الزوج ليس مبررا لذلك، بل على الزوجين أن يحسن كل منهما لصاحبه وأن يؤدي كل منهما واجبه تجاه الآخر حتى تستمر الحياة في جو من الألفة والمحبة والتعاون.
يقول فضيلة الدكتور محمود عبد الله العكازي – أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر-:
الحياة الزوجية لا تؤدي غايتها ولا تحقق الأغراض السامية المترتبة عليها إلا إذا ترابط الزوجان وتفاهما واحترم كل منهما حقوق صاحبه وقام بواجبه نحوه في صدق وبر وإخلاص.
وليعلم الجميع أن الحق سبحانه لم يشرع الحياة الزوجية لتكون شركة جافة لا هم لأصحابها إلا أن يحقق كل واحد منهم مصلحته الخاصة ولو على حساب الآخر، لذلك يتجه الرسول ـ صلى الله عليه سلم ـ بالنصيحة إلى الأزواج والزوجات جميعا ويضع لهم الدستور السليم الذي على أساسه تبنى البيوت وتسعد الأسر ويصلح النسك وتقوى الأمة، وفي هذا يقول: “لا يفرك مؤمن مؤمنة ـ يعني لا يبغضها ـ إن كره منها خلقا رضي منها غيره”، ويقول: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”، وهذه حقيقة يعلمها الجميع وبخاصة الدعاة الذين هم بمثابة ورثة الأنبياء؛ فهم قدوة لغيرهم وهداة لمن سواهم، ومسئوليتهم أمام الله كبيرة على قدر وظيفتهم، ولا يليق منهم الخروج عن سنة الداعية الأعظم إمام الدعاة وقدوتهم ـ صلى الله عليه سلم ـ.
وإني أقول لكل إمرأة: حاولي أن تكسبي ود زوجك وقربه منك بحسن المعاملة ولين القول معه، وأن تعاونيه على أن يهدأ طبعه؛ فالزوجة الصالحة بلسم شاف لزوجها، وداء ناجع لمرضه، ولا يجوز لك مطلقا أن تأخذي من ماله بقصد الادخار لتأمين مستقبلك إلا بإذنه وعلمه ورضاه، وبحسن معاشرتك له يكون الأمان والاطمئنان والهدوء والاستقرار.