لا بأس من ترك أكل اللحوم او المشتقات الحيوانية بشرط ألا يعتقد حرمتها ، أو يعتقد أنه يتقرب إلى الله بهذا السلوك ،كما يشترط ألا يؤدي ذلك إلى وقوع ضرر عليه .
يقول الشيخ محمد صالح المنجد :
بإمكان الإنسان ألا يأكل اللحوم أوالمشتقات الحيوانية لكن يجب أن يحذر من ما يلي :
أولا : اعتقاد تحريم تلك الأشياء لأنّ الله تعالى قال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) سورة المائدة / 87
وقال عزّ وجلّ : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) الأعراف / 32
وقال سبحانه : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ) يونس / 59
ثانياً : اعتقاد أنّ ترك أكل المنتجات الحيوانية أفضل أو أنّه يُثاب عليه الإنسان أو أنّ الشّخص النّباتي أقرب إلى الله ونحو ذلك ، لأنّه لا يجوز التقرّب إلى الله بذلك ، والنبي ﷺ، وهو أفضل البشر وأقربهم إلى الله أكل اللحم وشرب اللبن والعسل .
ولمّا أراد بعض أصحابه أن يتعبّد بترك اللحم خطّأه ﷺ كما في القصّة التالية : عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَعْضُهُمْ لا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لا آكُلُ اللَّحْمَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ أَصُومُ فَلا أُفْطِرُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : ” مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي . ” رواه النّسائي والقصّة في الصحيحين .
وفرق بين أن يترك الشّخص نوعا من الطّعام لأنّه لا يشتهيه أو تعافه نفسه أو لعقدة نفسيّة حصلت له كمن رأى في صغره حيوانا يُذبح فنفرت نفسه من أكل اللحم ، ونحو ذلك من الأسباب وبين من يعتقد تحريم اللحم أو يتعبّد بتركه كما يفعله بعض البراهمة والرّهبان وغيرهم من الضالين .