يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله تعالى – المفتي السابق للملكة العربية السعودية:

الوشم لا يجوز، لا للرجل ولا للمرأة، لا في الوجه، ولا في اليدين، ولا في غيرهما؛ لأن الرسول لعن الواشمة والموشومة، فالواجب الحذر من ذلك.

والواجب على من يفعل هذا أن يتركه، وأن يستغفر الله سبحانه وتعالى، ويتوب إليه مما مضى، مع التوبة مما سلف.

أما ما يبقى من آثار ذلك فإنه لا يلزمه إزالة ذلك إذا كان فيه ضرر، لا يلزمه زوال ذلك؛ لأن الضرر لا يزال بالضرر، فإذا كان الوشم في الإنسان لا يمكن زواله إلا بشيء أضر وأشد فلا يزال، ويعفو الله عما سلف، لكن إذا تيسر زوال ذلك بدون مشقة ولا مضرة، فإنه يجب زواله، يجب أن يزال.

أما إذا كان ذلك لا يحصل إلا بمشقة، أو إيجاد ما هو أقبح فلا حرج في ذلك، ولا يلزم إزالته.

أما من قام بعمل الوشم له من أحد والديه وهو صغير فلا يجب عليه إزالته، والإثم على من فعل إذا كان يفهم؛ لأن الوشم لا يجوز، فلو تيسر أن يزال لا يضر، ولا يشق فهو حسن، لكن إذا كان في إزالته جراحة، ومشقة؛ فلا حاجة إلى ذلك.

قال النووي – رحمه الله – : ” وهو حرام على الفاعلة والمفعول بها باختيارها والطالبة له ، وقد يفعل بالبنت وهى طفلة فتأثم الفاعلة ولا تأثم البنت لعدم تكليفها حينئذ .
قال أصحابنا : هذا الموضع الذي وشم يصير نجساً ، فإن أمكن إزالته بالعلاج : وجبت إزالته ، وإن لم يمكن إلا بالجرح : فإن خاف منه التلف أو فوات عضو أو منفعة عضو أو شيناً فاحشاً فى عضو ظاهر : لم تجب إزالته ، فإذا بان : لم يبق عليه إثم ، وإن لم يخف شيئاً من ذلك ونحوه : لزمه إزالته ويعصى بتأخيره ، وسواء في هذا كله الرجل والمرأة ” انتهى من ” شرح مسلم ” ( 14 / 106 ) .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
نجد بين فترة وأخرى من المتدربين لدينا بالمركز من يضع على أطرافه بعض الرسومات ( الوشام ) كرسمة قلب مثلا ويخترق هذا القلب أو الرسم ما يسمى بالرمح ، وأيضا هناك رسومات تدل على مرسى الباخرة ، وبعض الرموز الأخرى ، وخوفاً من تفشي مثل هذه الظاهرة بين الشباب بالمركز آمل إيضاح الأمر لنا من الناحية الشرعية ، وخاصة أن إزالة مثل هذه الرسومات يتطلب إجراء عملية جراحية ، ويبقى على إثرها قرابة خمسة عشر يوما مرقَّداً بالمستشفى ، ومن أن لا يترتب علينا إثم فيمن نبلغ عنه ويجرى له عملية ، أرجو الإفادة راجياً لهم الهداية ولكم الأجر والثواب .
فأجابوا :
لا يلزم الطلبة إزالة الوشم المذكور إذا كان العلاج لإزالته كما ذكرتم ، ولكن يخبر أهلوهم أنه لا يجوز فعلهم مستقبلاً ، وأن عليهم التوبة مما قد وقع منهم ، وينبغي إعلان منع ذلك في المعهد حتى يعلمه الجميع .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .