لا يجب على الزوجة أن تقبل يد زوجها عندما تستقبله بعد عودته من سفر أو عمل، كما أنه ليس بصحيح أن من قبلت يد زوجها، فكأنما قبلت يد النبي ﷺ.
ولكن تقبيل المرأة زوجها في يده أو على خده، أو في فمه لا بأس به، وربما تثاب المرأة عليه، لأن ذلك من حسن العشرة بين الزوجين، وليس الأمر مقصورا على المرأة، فإن قبل الرجل زوجته، سواء أكان التقبيل في اليد، أو على الخد، أو في الفم، فإنه يثاب على ذلك أيضا.
وقد كان من هديه ﷺ أنه يقبل نساءه، ويبدو من الروايات الواردة أنه كان يحافظ على هذا، حتى أنه كان يفعله في الصيام، وهي الحالة التي يبتعد فيها المسلم عن كل ما يثير شهوته، فقد كان النبي ﷺ يقبل زوجاته لإدامة الألفة والمودة معهن، فعن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة {أن رسول الله ﷺ كان يقبل أو يقبلني وهو صائم، وأيكم كان أملك لإربه من رسول الله ﷺ } ؟ زاد الشيخان في رواية { ويباشر وكان أملككم لإربه } ولمسلم { في رمضان }.
وقد ورد أن هذا الأمر ليس خاصا بالنبي ﷺ، بل عام في الصيام وغيره، ولكن يتحرز في الصيام أن يخرج الإنسان عن حد التقبيل المعتاد إلى أن يكون بشهوة لا يملك فيه الإنسان نفسه، فربما دفعه هذا إلى إبطال صيامه بجماع أو إنزال، ولكن التقبيل أمر عام للمسلمين، فقد أخرج مالك في الموطأ عن عطاء بن يسار { أن رجلا قبل امرأته وهو صائم في رمضان فوجد من ذلك وجدا شديدا فأرسل امرأته تسأل له عن ذلك فدخلت على أم سلمة، فذكرت ذلك لها، فأخبرتها أم سلمة أن رسول الله ﷺ كان يقبل وهو صائم، فرجعت فأخبرت زوجها بذلك فزاده ذلك شرا، وقال لسنا مثل رسول الله ﷺ يحل الله لرسوله ما شاء، ثم رجعت امرأته إلى أم سلمة فوجدت عندها رسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ: مال هذه المرأة ؟ فأخبرته أم سلمة فقال ألا أخبرتيها أني أفعل ذلك ؟! فقالت قد أخبرتها فذهبت إلى زوجها فأخبرته فزاده ذلك شرا، وقال لسنا مثل رسول الله ﷺ الله يحل لرسوله ما شاء فغضب رسول الله ﷺ، وقال والله إني لأتقاكم لله وأعلمكم بحدوده.
ولكن في غير الصيام يباح للرجل أن يقبل زوجته، ويباح للزوجة أن تقبل زوجها، ويثابا على هذا إن أحسن النية، سواء أكان بشهوة أم بغير شهوة.
بل إن هذا من فعل النبي ﷺ وهديه في معاملته مع زوجاته.