صلاة الليل لها فضائل كثيرة، فبها يترقى الإنسان في مراتب الكمال، ويزداد قربه من ربه، قال تعالى: ( فاسجد واقترب) لكن لا يوجد دليل على أن الأرض لا تأكل أجساد من كان يقوم الليل، وقد صح ذلك في أجساد الأنبياء.
وأما مستقر الأرواح فمختلفة، فأرواح الشهداء في أجواف طيور خضر، وأرواح الصالحين تصعد إلى الجنة، أما أرواح الكافرين ففي النار، ثم إذا جاء يوم النشور أعاد الله الأرواح إلى الأبدان كما أعادها من قبل إلى الأبدان وقت السؤال في القبر.
يقول العلامة الشيخ ابن باز – رحمه الله-:-
صلاة الليل مرغب فيها قال تعالى في صفة عباد الرحمن : ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ) الفرقان:64 ، وقال سبحانه في صفة المتقين : (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الذاريات:17، 18 ، وقال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام : ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) المزمل :1ـ4، وقال تعالى : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة:16، 1716، 1716، 17 .
والآيات الدالة على فضل قيام الليل كثيرة والنبي عليه الصلاة والسلام كان كثيرا ما يتهجد بالليل ويقول : “أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام”، وكان النبي ﷺ في الأغلب يصلي إحدى عشرة ركعة يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة وربما أوتر بتسع أو بسبع أو خمس ولكن الأغلب أنه يصلي إحدى عشرة وربما صلى ثلاث عشرة يطيل في قراءته وركوعه وسجوده عليه الصلاة والسلام .
أما كون المرء لا تأكل الأرض جسده إذا كان يصلي الليل فهذا لا أعلم له أصلا، وليس هناك دليل شرعي يدل على ذلك إلا أجساد الأنبياء؛ فإن الله حرم على الأرض أن تأكلها كما صح بذلك الخبر عن رسول الله ﷺ .
أما الروح ، فإن المؤمن روحه تصعد إلى الجنة فتأكل من ثمارها في صورة طائر كما صح به الخبر عن رسول الله ﷺ فإنه قال : روح المؤمن طائر معلق في شجر الجنة رواه الإمام أحمد وغيره بإسناد صحيح .
وأما أرواح الشهداء فقد أخبر ﷺ أنها تكون في أجواف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تعود إلى قناديل معلقة تحت العرش ، ويعيد الله الأرواح إلى أجسادها إذا شاء كما يعيدها عند السؤال في القبر فيسمع السؤال ويجيب إن كان صالحا ويتردد إن كان كافرا ، وهكذا تعاد الأرواح إلى أجسادها عند البعث والنشور ، أما أرواح الكفار ففي النار وقد قال تعالى في آل فرعون : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) غافر:46، واختلف العلماء في مستقرها في الدنيا فقيل في نفس النار وقيل في قبور أصحابها وقيل غير ذلك .