الكلام أثناء الوضوء جائز سواء كان لذكر الله أو لحاجة إلى الكلام مثل رد السلام وغيره أما الكلام في غير ذلك أثناء الوضوء فمكروه.
يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم :
ورد في كتاب الفقه على المذاهب الأربعة تحت عنوان “مكروهات الوضوء” ومنها الكلام حال الوضوء بغير ذكر الله إلا لحاجة وعند المالكية من مندوبات الوضوء السكوت عن الكلام غير ذكر الله إلا لحاجة وكذلك عند الأحناف من مندوبات الوضوء “عدم التكلم بغير ذكر الله إلا لحاجة، وفي بداية الهداية لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي رحمه الله تحت عنوان “ما يطلب اجتنابه في الوضوء” ولا تتكلم في أثناء الوضوء.
والحقيقة أن الوضوء عبادة يبني على قبولها عبادات هي شرط في صحة أدائها، كالصلاة والطواف حول الكعبة، فعلى المسلم أن يقبل على وضوئه بهمته وانتباهه مشعرا نفسه بأنه يستعد بهذا الوضوء للقيام بين يدي ربه يدعوه ويناجيه. ويرجو رحمته ويخشى عذابه، ويأمل منه أن يتقبل منه ويرضى عنه وهو تعالى يتقبل من المتقين، ولا يضيع أجر المصلحين.
فلا يشغل المسلم نفسه عند وضوئه بكلام الدنيا، وليشغلها بذكر الله، فقد ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “أتيت رسول الله ﷺ بوضوء فتوضأ فسمعته يقول: “اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي) فقلت يا نبي الله سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال: (وهل تركن من شيء) رواه النسائي وابن السني بإسناد صحيح. لكن النسائي أدخله في باب ما يقول بعد الفراغ من الوضوء. وابن السني ترجم له “باب ما يقول بين ظهراني وضوئه” قال الإمام النووي رحمه الله وكلاهما محتمل.