أورد الآجري أحد فقهاء الشافعية في كتابه “الشريعة” بعض الأحاديث التي تدل على أن الإيمان يزيد وينقص ،منها:
-عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: “إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر، صقل منه قلبه، فإذا زاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلك الران الذي قال الله عز وجل: ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) “.
-وعن عبد الله بن ربيعة الحضرمي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “الإيمان يزداد وينقص”.
-وعن عمير بن حبيب قال: الإيمان يزيد وينقص، قيل له: ما زيادته ونقصانه ؟ قال: إذا ذكرنا الله عز وجل وحمدناه وخشيناه، فذلك زيادته، فإذا غفلنا وضيعنا، فذلك نقصانه.
-وعن زر بن حبيش قال . كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأصحابه: هلموا نزداد إيماناً، فيذكرون الله عز وجل .
-وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول في دعائه: اللهم زدني إيماناً ويقيناً وفقهاً.
-وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: “لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، والتوبة معروضة بعد”.
-وعن الفضل بن يسار قال: قيل لأبي جعفر رضي الله عنه، في قول النبي ﷺ: “لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن قال: فدور دائرة، وقال: هذا الإسلام، ثم دور حولها دائرة فقال: وهذا الإيمان، محصور في الإسلام، فإذا سرق أو زنى خرج من الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرجه من الإسلام إلا الشرك” .
قال الآجري :
-الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.
-والإسلام لا يجوز أن يقال: يزيد وينقص .
-وقد روي عن جماعة ممن تقدموا أنهم قالوا: إذا زنى نزع منه الإيمان، فإن تاب رد الله تعالى إليه الإيمان، كل ذلك دليل على أن الإيمان يزيد وينقص، والإسلام ليس كذلك، ألا ترى إلى قول النبي ﷺ: ” بين العبد وبين الكفر: ترك الصلاة، فمن ترك الصلاة فقد كفر ” .
-وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن الله عز وجل قرن الزكاة في كتابه مع الصلاة، فمن لم يزك فلا صلاة له.
-وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لغلمانه: من أراد منكم الباءة زوجناه، فإنه لا يزني زان إلا نزع الله منه نور الإيمان، فإن شاء أن يرده رده، وإن شاء أن يمنعه منعه.
-وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن رسول الله ﷺ مر على رجل من الأنصار، وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله ﷺ: “دعه، فإن الحياء من الإيمان”.
-وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: يأتي على الناس زمان يجتمعون في المساجد ليس فيهم مؤمن.
كل هذه الآثار تدل على زيادة الإيمان ونقصه انتهى.
والخلاصة:
-أن الإيمان هو الذي يزيد وينقص.
-أما الإسلام فهو ثابت ،فأركانه معلومة لا يدخلها زيادة ،ولايعتريها نقصان.