التحذير من الافتاء بغير علم:
قال ﷺ : “أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار”.
وقال ابن القيم في أعلام الموقعين في معنى الحديث : قال ابن هاني سألت أبا عبد الله يعني الإمام أحمد عن الذي جاء في الحديث : أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار.
قال أبو عبد الله : يفتي بما لم يسمع. قال : وسألته عمن أفتى بفتيا يعي فيها؟ قال : فإثمها على من أفتاها. انتهى.
وعلى هذا فلا يجوز لغير المؤهل للفتوى أن يتصدى للإفتاء حتى لا يقول على الله تعالى بغير علم.
هل يجوز للعامي أن ينقل فتوى:
مسألة نقل الفتوى أمر أيضا له خطره فإذا لم يكن ناقل الفتوى له دراية بالعلم الشرعي، بحيث يمكنه أن يفهم الفتوى والأدلة التي استند إليها المفتي في فتواه، فلا شك أن نقل الفتوى في هذه الحالة سيوقعه في حرج شرعي، أما من كانت له دراية بالعلوم الشرعية بحيث يمكنه أن يفهم ويعي كل ما يقوله المفتي في فتواه، فهذا لا حرج عليه في نقل الفتوى.
وعلى هذا فمن لم يكن متخصصا في العلوم الشرعية فلا يجوز له أن يتصدى للفتوى ولا نقل الفتوى حتى لا يقع في حرج شرعي من حيث لا يدري.
فتوى العوام في مجال الطلاق:
نقل الفتوى في الطلاق من الكتب أو الأنترنت أمر خطير فالإفتاء في مسائل الطلاق ليس باليسير وينبغي على طرفي النزاع التوجه إلى من يثقون في علمه وتقواه ليسمع من الطرفين ويعطي الحكم، كما أنه يفضل أن يذهب الطرفان إلى المحكمة عند أهل الأختصاص في مجال الطلاق لمعرفة الحكم.
حكم أخذ الفتوى من الأنترنت ونقلها للناس:
أما أن الاكتفاء بأخذ الفتوى عبر الإنترنت فهذا مما ينبغي الحذر منه لأن الفتوى قد تتضمن بعض الألفاظ والمصطلحات الفقهية التي قد يخفى معناها على غير المتخصصين، فيحدث الخلط والخطأ في فهم الفتوى، ولذا فلا بد من عرض الأمر على عالم بأمر الفتوى لأخذ الفتوى منه.