لا حرج على المأموم أن يقف خلف الصف منفردا إذا وجد الصف قد اكتمل ولم يجد فرجة يمكنه الوقوف فيها، وليس للمأموم أن يجذب أحدا من الصف ليقف إلى جواره، والنهي عن صلاة المأموم منفردا خلف الصف في حق من وجد فرجة تسعه في الصف فتركها وصلى منفردا..
وهذا تفصيل فضيلة الدكتور حسام عفانه –أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس بفلسطين-:
من دخل المسجد ووجد الصفوف تامة مكتملة فليحاول أن يقرّب بين اثنين من المصلين ليجد له فرجة حتى يقف فيها فإن تعذّر عليه ذلك صلى خلف الصف وحده وصلاته صحيحة إن شاء الله ولا شيء عليه لأنه معذور في ترك هذا الواجب وهو الوقوف في الصف .
وأما جذب رجل من الصف فلا ينبغي؛ لأن الحديث الوارد في ذلك ضعيف لا يثبت ، وهو ما روي أنه ﷺ قال لرجل صلى خلف الصف : (أيها المصلي هلا دخلت في الصف أو جررت رجلاً من الصف أعد صلاتك ) قال الحافظ ابن حجر رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي من حديث وابصة وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك .
ثم ذكر الحافظ حديثاً آخر وهو ضعيف أيضاً رواه أبو داود في المراسيل :( إن جاء رجل فلـم يجد أحداً فليختـلج إليه رجلاً من الصـف فليقم معه فما أعظم أجـر المختلج) ثم ذكر حديثاً واهي الإسناد أيضاً . التلخيص الحبير 2/37 . وضعف الحديث الأول البيهقي والهيثمي والألباني. انظر إرواء الغليل 3/326 .
وضعف الألباني الحديث الثاني أيضاً . انظر إرواء الغليل 3/328.
ثم قال الشيخ الألباني:(إذ لم يستطع الرجل أن ينضم إلى الصف فصلى وحده فهل تصح صلاته؟ الأرجح الصحة والأمر بالإعادة محمول على من يستطع القيام بواجب الانضمام وبهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية … ] إرواء الغليل 2/329 .