النصوص في فضل الصيام كثيرة ، وكلها تحث عليه ، سواء الفرض منه والنفل، وتبين ما للصائم من الأجر العظيم عند الله يوم القيامة ، فالصائم لا يرد دعاؤه، وله فرحة في الدنيا بفطرة وفرحة في الآخرة بصومه ، ورائحة فمه أطيب عند الله من ريح المسك ، وللصائمين باب في الجنة خاص بهم يدخلون منه يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم ، والصوم وقاية للصائم من اللغو والذنوب، وهو يكفر الذنوب، ويشفع لصاحبه يوم القيامة، ويباعد بينه وبين النار.
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر ـ رحمه الله ـ في كتابه أحسن الكلام في الفتوى والأحكام:
ورد في فضل الصيام عامة نصوص كثيرة منها:
قوله تعالى : ” .. والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ” الأحزاب 35.
ومنها حديث البخاري: “الصيام جنة ـ أي: وقاية ـ فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم. إني صائم. والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يقول الله ـ تعالى: “يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشرة أمثالها”.
والرفث المذكور في الحديث هو: الجماع أو الحديث فيما يتصل به أو هو الفحش في القول عامة، وكذلك الجهل المذكور في الحديث المراد به هنا عدم إيذاء الغير بشتم أو غيره، والخلوف تغير رائحة الفم بسبب الصيام، والخلوف هو: الرائحة نفسها.
وجاء في حديث رواه مسلم بعض أمور زائدة عن رواية البخاري وهي: “لا يصخب ” أي: لا يرفع صوته بصياح بسبب معاناته من الجوع والعطش ـ مثلا ـ ومن الزائد قوله: “للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه.
ومن الوارد في فضل الصيام حديث رواه أحمد بسند صحيح: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي ربي يعني: أي: يا ربي: منعته الطعام والشهوة بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان”.
ومنه حديث رواه الجماعة إلا أبا داود: “لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفا”.
وحديث رواه البخاري ومسلم: “إن للجنة بابا يقال له: الريان يقال يوم القيامة: أين الصائمون فإذا دخل آخرهم أغلق ذلك الباب.