لا ريب أن الحديث الشريف إنما يدل على وضع تصل إليه المرأة في هذه الأمة هذا الوضع لم يشهده النبي ﷺ وإنما قالها لما عرفه من نبأ الغيب بما أوحاه الله تبارك وتعالى إليه، فالحديث في صحيح مسلم من رواية أبي هريرة جاء فيه أن النبي ﷺ قال: { صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد، رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة }
والحديث الشريف يدل على ما وصلت إليه المرأة من التفنن في محاولة إغراء الرجل بالوقوع في معصية الله، و الخروج عن حدود الله، بحيث يلبسن من الكسوة ما يجعلهن في حكم العاريات؛ إما لأن الكسوة شفافة لا تستر محاسنهن ولا تواري ما تجب مواراته، وإما لأن الكسوة ضيقة بحيث يتجسد الجسد بمفاتنه تجسداً تاماً، فهن على كلا الأمرين مغريات، وهن مائلات بتكسرهن ومميلات لأنهن يملن قلوب الرجال الضعاف إليهن: { رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة } وذلك بما اخترعنه من أنواع تصفيف الشعر الذي ظهر حقا في هذه الأمة كما ظهر في الأمم الأخرى ، فكثير من النساء اللواتي خرجن عن حدود الله، وتبرجن تبرج الجاهلية، ونبذن الحجاب الشرعي وقعن في ذلك بحيث يصففن شعور رؤوسهن فيكون الشعر كأنه برج على الرأس هذه الطريقة هي التي يشير إليها الحديث الشريف والمرأة التي تفعل ذلك كما جاء الحديث الشريف: { لا تدخل الجنة ولا تجد ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا } وذلك وعيد لهن بسبب وقوعهن في هذا الأمر الخطير نسأل الله العافية لنا جميعا منه والله تعالى ولي التوفيق.انتهى
والله أعلم